قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
يبدو أن التفكير السياسي في العراق، يفتقر الى المفاهيمية، بمعنى أنه تفكير عواهني، غالبا ما يكون وليد لحظته، لا يتحرك بمساحة الفكر، بقدر ما يبقى في مربع التفكير اللا منتج.
التفكير اللامنتج؛ يجعلنا غير قادرين؛ على توصيف ما أنجزناه منذ 2003 توصيفا صحيحا، وحتى إذا توصلنا الى مقاربة أولية، فإن هذه المقاربة لا تحظى بحد أدنى من الإجماع، لذلك فإن بعضنا يقول؛ أننا كنا نقوم بعملية إصلاح ما خربه النظام السابق ودولته، فيما بعضنا الآخر يقول؛ أننا نؤسس لدولة جديدة..
يبدو أن فرق التوصيف هذا هو أساس إختلافاتنا؛ التي تحولت بفعل تمسك كل طرف بإطروحته الى خلافات، فالذين يفكرون بأصلاح ما تم تخريبه، يعني أنهم يفكرون بإصلاح النظام السابق، مع التسليم بحسنات له؛ ليس ثمة من داع لتغييرها.
بل يذهب بعضهم الى أن النظام السابق ليس سوءا كله، وبالنتيجة أنه ليس شرا مطلقا!
الذين يقولون بأننا نغير دولة، ونؤسس لدولة أخرى، يعنون أن الحقبة الصدامية ليست نظاما، وإنها لو كانت نظاما، لما سعينا لتأسيس دولة جديدة بمقومات مختلفة؛ عن تلك التي قام عليها النظام السابق، لأن العقل يسعى الى ترتيب الأوضاع بـ (نظام)، ولو كان الحكم الصدامي (نظاما)؛ لأنتفت الحاجة لتغييره أو تأسيس بديل عنه.
لكن الحقيقة لا هذا ولا ذاك..!
فالحقيقة؛ أننا ما زلنا نعمل في مساحة السلطة، لأن الدولة ليست السلطة، فالدولة كيان ذو طابع ثابت نسبيا، مكون من المؤسسات والهيئات والأجهزة، سواء أكان ضعيفا أو قويا، قائما على الديمقراطية أم تحكمه طغمة أو ديكتاتور..
أما السلطة فهي (أجهزة) الدولة؛ التي تضم الحكومة ومؤسسات وأجهزة أخرى كثيرة، منها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية؛ والإدارية البيروقراطية وغيرها.
لكن الحقيقة الأمر من الحقيقة السابقة، هي أن مفهوم الدولة قد تم إبتلاعه بعد 2003 من قبل السلطة، ولم يعد المواطن يفرق بين السلطة والدولة، مع أن السلطة قوام هلامي دائم التغيير، فيما الدولة كيان دائم!
كلام قبل السلام: إننا إذا أردنا أن نبني دولة مؤسسات قوية؛ ذات طابع يتسم بالثبات، علينا أن نخرجها من حلق السبع الذي هو السلطة، وأن نعمل على أن تتحول السلطة، الى أداة زمنية مؤقتة بيد الدولة..عند ذاك سنكون على الطريق الصحيح..!
سلام...
https://telegram.me/buratha