السيد محمد الطالقاني
عندما غزت جيوش المغول الداعشية ارض العراق وانهارت المؤسسة الامنية باكملها حيث هرب كبار قادة الجيش العراقي تاركين اسلحتهم الى الدواعش ,وبدا ناقوس الخطر يدق ووصلت تلك الجيوش الغازية الى اسوار بغداد منتهزة فرصة غياب الاجهزة الامنية , شعرت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بالخطر القادم من وراء الحدود حيث كاد العراق ان يسقط ويرجع الى المربع الاول بعد ان عجز الساسة والجيش عن مواجهة تلك الهجمة الشرسة فاطلق المرجع الاعلى السيد السيستاني (دام ظله) صرخته التاريخية بفتوى الدفاع المقدس بالوجوب الكفائي فهبت الملايين من اتباع اهل البيت عليهم السلام لنصرة العراق وابعاد الخطر عن اهله فلبست تلك الجموع البشرية اكفانها وحملت موتها على اكفها في سبيل ان لاتدنس ارض العراق ولايستباح شرف العراق .
وتاسس الحشد الشعبي الذي غيّر معادلة الواقع من الانكسار إلى النصر وهزم داعش نفسيا منذ اللحظة الاولى لانطلاق تلك الفتوى المباركة , حتى اصبح الحشد الشعبي مؤسسة عراقية وطنية تابعة الى القائد العام للقوات المسلحة شانها شان أي مؤسسة تابعة للحكومة .
لقد رسم ابطال الحشد الشعبي صورا للتاريخ لن ينساها الاجيال على مر العصور فكان حشدا عقائديا يحمل افكار ائمته ويسير على خطى مرجعيته الرشيدة وكما وصفته المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف قائلة :(وهذه المشاهدات الحسية التي نعيشها اليوم مع ابطال وشباب وشيوخ وعوائل تدفع بأبنائها، كلما استشعروا خطراً أكثر زادت عزيمتهم، ولا يبالون عندما يسمعون العدو لديه امكانات هائلة),
هنا بدا الاستكبار العالمي يشعر بخطر هذه القوة العقائدية التي تقف امام تمرير الاعيبه الخبيثة حيث خابت اماله واحلام وحواضنه من دول المنطقة الذين كانوا يسعون الى جعل العراق منطقة مضطربة سياسيا وامنيا وعسكريا لتمرير خططهم الاستعمارية المسمومة
فاخذ الاستكبار العالمي يضغط على الحكومة العراقية فتارة يطالب بعدم اشراكهم في معارك التحرير وتارة يقصف مواقع الحشد مدعيا انها خارج حدود الوضع العسكري حتى وصل الامر الى قراره الخبيث بابقاء القوات الامريكية في العراق
ان مشكلة الاستكبار العالمي مع الحشد الشعبي هي مشكلة اساسها طائفي كون هذا الحشد بدا شيعيا, اسسته مرجعية النجف الاشرف واستجابت له كل الطوائف والقوميات بعد ان وجدت في هذا المشروع روح المواطنة الخالصة البعيدة عن التعصب القومي والديني.
ان الممارسات التي تمارسها حواضن البعث الكافر واشباه الرجال من مناطق الغربية الذين باعوا شرفهم للاجنبي حيث قتل الابرياء من اتباع اهل البيت (ع) بالحقد الطائفي المقيت , ماهي الا ممارسات خائبة وسوف تكون لنا رجال المرجعية الدينية صولة اخرى في تلك المناطق وعندها لايلدغ المؤمن من جحر مرتين.
اننا اليوم اثبتنا لكل العالم ان نهاية حلم الاستكبار العالمي وحواضنه من دول المنطقة المتمثل بالغزو الداعشي قد انتهى على يد أبناء المرجعية الدينية وان التاريخ سوف يسجل هذا الموقف لمرجعيتنا البطلة لتبقى النجف الاشرف صاحبة القرار النهائي في تحرير مستقبل العراق وتبديد كل احلام الشيطان الاكبر واتباعه
اننا لن نبيع العراق ولن نساوم على شبر منه ولن نقايض على اخراج المتامرين والغزاة, وان الاصوات المنكرة التي تنهق هنا وهناك مطالبة بالبقاء المحتل وانهاء الحشد الشعبي سوف تكون في مرمى حشدنا الشعبي ولن نست عليها لانه قد سالت لنا دماء لن تعوض من رجال دين وشباب وكهول وفتيان تبعتها ترمل نساء وتيتم اطفال كلها بعين الله واننا ماضون بحشدنا مادامت فتوى مرجعيتنا قائمة, وسوف يكون ثارنا لدماء الابرياء من المدنين في صحراء النخيب وسامراء قريبا ان شاء الله تعالى ,
ان سرايا عاشوراء وسرايا الجهاد وسرايا حزب الله وسرايا العصائب وسرايا الامام علي (ع) وسرايا انصار العقيدة وسرايا السلام وسرايا النجباء وكل تشكيلات الحشد الشعبي قلب واحد وجسد واحد وسيزئرون ويصولون صولة رجل واحد عندها سيعلم الكافرون والبعثيون أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha