المقالات

اعذار أم استهتار ؟!

1828 2019-02-23

زيد الحسن

 

يُروى بأن أحد الملوك ، طلب من عامة الشعب ، بأنه إذا جاء أحدهم بعذر أقبح من ذنب ، فإنه سوف يكافئه مكافأة مجزية ، تقدم الكثير ولكن لم يستطيع أحد ، أن يأتيه بعذر أقبح من ذنب ،

وفي يوم من أحد الأيام الربيعية ، حيث النسيم العليل ، حينما كان الملك جالساً في حديقة قصره ، غفيت عينه وذهب في النوم ، وبينما هو نائم ، جاء خادمه وقام بتقبيله ، فاستيقظ الملك غاضباً ، وأمر أن يجلد الخادم مائة جلدة ، على فعلته وتجرئه على تقبيل الملك ، قال الخادم للملك : يا سيدي ، إنني مظلوم ، لم أعرف بأنك أنت النائم ، فقد ظننت أن الملكة هي النائمة هنا ، ولست أنت ، فاستشاط الملك غضباً ، وقال له : ويحك تريد أن تقبل الملكة ؟ فأمر الملك أن يعدم هذا الخادم ،

عندها قال الخادم للملك : يا سيدي ، ها أنا أتيتك ، بعذر أقبح من ذنب ، فأنا عندما أذنبت وقمت بتقبيلك ، أمرت بجلدي ، وعندما أتيتك بعذر أمرت بإعدامي ، إذاً أنا أتيتك بعذر أقبح من ذنب ذلك الذي اقترفته .. لذلك فإنني أستحق الجائزة .

الساحة السياسية في العراق تمد مؤلفي السيناريوهات الفكاهية بنصوص رائعة ، ولا تجعلهم دون عمل ، تقدم لهم احداث ساخرة من ارض الواقع فاقت بغزارتها قصص الف ليلة وليلة ، حتى ان شهريار ضاع اسمه وترملت شهرزاد .

السيد محافظ البنك المركزي حين قدم اعذاره وتبريراته عن غرق المليارات جعل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمنشورات السخرية والضحك ، رغم الآلم الذي يعتصر قلوب العراقيين لكنهم جعلوا تلك الجريمة المخزية تأخذ طابع كوميدي ساخر تناولته القنوات الفضائية لكل دول العالم .

الكثير من ساستنا لهم تبريرات عن فشلهم وفسادهم نستطيع وصفها بالمستفزة او بالاحرى نالتها صفة الاستهتار بالشعب بصورة مطلقة .

اخر تبرير اوجعنا واصاب بنا مقتل وجعل الخيبة تطرق ابوابنا بعد ان اعتقدنا ان بين عيون حكومتنا يرقد الشعب وداخل همة الحكومة تعيش الحلول الناجعة لتضميد جراحاتنا ، كان التبرير عن فضيحة توزيع مادة ( العدس ) حيث قال ؛ هي مادة فائضة واردنا توزيعها على افراد الشعب .

سيدي رئيس الوزراء الشعب الذي يسكن العشوائيات والذي حاربناه نحن قبل اي مؤسسة اخرى ، سبب انشائه لتلك العشوائيات انكم ياساستنا لم تمنحوهم اراضي سكنية ، فهل هذه الصحارى في العراق ليست فائض لديكم ، سيدي النفط العراقي الذي يهرب خارج البلاد ويمنح لكل من هب ودب أليس فيه فائض لهذا الشعب المسكين ؟ سيدي الترليونات المهدورة على فساد المنظومة السياسية أليس فيها فائض للشعب المنكوب ؟ .

يبدوا ان الفائض الحقيقي لدينا نحن العراقيين ، نعم نحن نملك الارواح والدماء وهي فائضة عن حاجتكم ، منحكم خيرة شباب العراق دمائه التي ثبتت ركائز بقائكم في مناصبكم وتنكرتم لها ، هي فائضة الان بحسب تصوراتكم ، سيدي اعذاركم واهية وتدل على الاستهتار اقولها وليس معها أي اعتذار..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك