المقالات

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..! 

2218 2019-02-21

ليث كريم الخفاجي


نظام الحكم هو اللبنة الأولى لبناء الدولة فمن اختار النظام الحالي للحكم في العراق ؟ وما مدا انسجم هذا النظام مع طبيعة المجتمع العراقي , وتكوينه الديموغرافي ؟, وما دور هذا النظام بارتفاع هوية المكونات على حساب الهوية العراقية مؤخرا ؟ وما أثره على ضياع هيبة الدولة , وكيف سيطمأن النظام البديل مخاوف المكومات ؟ .
يعد العراق بحكم موقعة , وثرواته البشرية والمادية من اعقد التحديات لجميع القوى الداعمة للكيان الإسرائيلي , فمنذ 1973 وبعد حرب تشرين التي خاضها العراق إلى جانب العرب ضد إسرائيل بدأت الولايات المتحدة , وحلفائها التفكير بجديه لإيجاد كيفيه لتحجيم هذه البلد و إخراجه من معادله الصراع مع إسرائيل .
فالصفحة الأولى من مخطط التدمير كانت بخلق النظام الدكتاتوري الذي قتل الروح الوطنية , ومزق الشعب طائفيا وقوميا , إما الصفحة الثانية فكانت بعد الاحتلال الأمريكي في 2003 وتمثلت بزرع النظام البرلماني المكوناتي الطائفي كقنبلة موقوتة في دستور البلاد , مع علمهم والجميع بعدم ملائمة النظام البرلماني بشكله الحالي للدول المتعددة القوميات , والطوائف , لأنه يرسخ البعد القومي و الطائفي على حساب التوجه الوطني , ويعمق الخلاف بينهما .
هذا النظام المتعثر والمتلكئ تسبب والى حد كبير بضياع هيبة الدولة وبزوغ الهويات الصغيرة على حساب الهوية الوطنية الأكبر , و ضياع ما يقارب ألاف مليار ( بليون ) دولار بسبب خلق ثغرات ناتجة من تعدد مصادر القرار في هذا النظام تسلل من خلالها حيتان الفساد , وأمراء الإرهاب ,كما تسبب بترهل مؤسسات الدولة بفعل كثره الوزارات والدوائر الغير ضرورية إرضاء لبعض المكونات كذلك تسبب بمقتل 201 ألف مواطن بسبب حاله الاصطفاف الطائفي التي ظهرت مع هذا النظام المزروع خبثا في جسد الدولة , فكان هذا النظام وبدون منافس الجذر لجميع الويلات التي مرت على العراقيين منذ اعتماده والى اليوم .

 

فإلى أين .. 15 عام والدولة تتخبط , و يوما بعد يوم الشعب يفقد سيادته على أراضيه فالقوات الأمريكية تتحرك بكل حرية و دون إذن , وتنشا القواعد والمعسكرات وتتوعد دول الجوار بالحرب من الأراضي العراقية , والشعب فقد الكثير من نسيجه الاجتماعي ولازال يفقد , والبطالة في أعلى مستوياتها , والفقر يتكاثر بأرقام مرعبة لا تكاد تصدق لبلد نفطي , والتعليم في أدنى مستوياته عالميا , ومستوى الجريمة في أوج ارتفاعه , حتى صنف العراق كواحد من اخطر بقاع الأرض .
بعد 15 عام من النظام البرلماني برزت ضرورة ملحه لتغيره بالشكل الذي يراعي مخاوف بعض المكونات من دكتاتوريه التي قد ينتجها النظام الرئاسي , كذلك ينهي مهزلة النظام البرلماني و يبرز في هذا الصدد النظام السياسي شبه رئاسي , وهو نظام يتسم بالسرعة والسلاسة في التخطيط والتنفيذ لحسرها بيد رئيس الوزراء متجاوزا عقبه البرلمان في تعطيل المشاريع , كذلك يؤمن عدم صناعة دكتاتوريه من خلال توزيع السلطات الرئيسية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء , وهو نظام معتمد في عدد من الدول مثل فرنسا والبرتغال والبرازيل واثبت نجاحه فيها .
ويتلخص النظام السياسي الديمقراطي شبه رئاسي , بان ينتخب الشعب أعضاء البرلمان ورئيس الوزراء , بينما ينتحب البرلمان رئيسه , ورئيس الجمهورية , يكون في هذا النظام , رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة والمكلف بحماية الدستور , بينما يعطى رئيس الوزراء صلاحيات مطلقه في اختيار الوزراء وفي مجالي التخطيط والتنفيذ , ويقتصر دور البرلمان على الرقابة و متابعة التنفيذ , كما يحدد هذا النظام مدة حكم الرئاسات الثلاث بولايتين فقط غير قابله للتجديد , كما يحق لكل دوله تغير بعض فقرات بما يناسب شعوبها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك