المقالات

ماذا تريد أمريكا من المناطق الغربية في العراق ؟


الباحث السياسي محمد كاظم خضير

 

مجموعة من الدوافع وراء اتجاه القوات الأمريكية في مناطق الغربية العراقية وإعلانه عن اقامة القواعد الأمريكية لمراقبةممن وصفهم بنفوذ الإيراني ، أبرز هذه الدوافع هو محاولة العودة إلى تصدر المشهد في العراق بعد الانحسار الذي طرأ على مشروعه خاصة انهزم داعش وبعد رفضه الشعبي والسياسي لتواجد الأمريكي وطردهم من العراق ، كما أنه يعتقد أن السيطرة على المنطقة الغربية تعني تضييق الخناق على ما تسميه طريق طهران -بغداد-دمشق-بيروت وثانية استغلال أمريكا التخوف داعش لدى الساسة العراقيين وبالتالي ستنصاع لها كل الأطراف ، كذلك فإن زخم الترتيبات القوات المسلحة العراقية الذي سيطرة على الرأي العام المدة الماضية بعد هزيمة داعش والتعاون الشعبي ضد دواعش قد أثار حفيظة أمريكا كونه يرى نفسه المخول الوحيد بالحديث في كل ما يتعلق بالجانب هزيمة داعش .

ورغم عشوائية تحركات القوات الأمريكية الظاهرية وخطواته غير المحسوبة في أغلبها، إلا أن مغامرة كهذه لا يمكنه سبر أغوارها دون الحصول على ضوء أخضر من حلفائه، تركيا هي الحليف الأقوى والأكثر اهتمامًا بمناطق الغربية العراقي لأسباب تاريخية وجغرافية مرتبطة بمصالح استراتيجة.

وليس خافيا على أحد التجاذب الأمريكي التركي حول العراق الذي ازدادت حدته في الآونة الأخيرة، فالهدف الحالي التركي في العراق هو الحد من نفوذ الأكراد ، وهو ما تقاطع مع دوافع ترامب المذكورة في إنشاء قواعده العسكرية، ترامب يراهن من خلال ذلك على نجاح داعش في العودة من جديد في الحدّ من نفوذ الإيراني .

هذه الأسباب التي جعلت أمريكا تدخل بسهولة إلى المناطق الغربية لا تعني بالضرورة أنه في طريقه للسيطرة عليه لأسباب عديدة:

– انقسام الساسة العراقيين بين مؤيد ومعارض لقواعد عسكرية ، والواقع يقول أن ازدياد المعارضين أقرب منه لازدياد المؤيدين .

– افتقاد التواجد الأمريكي للتوافق عراقي ، وحتى الحكومة العراقية لم تصرح علنا بدعمها لقواعد ، .
بلا شك مناطق الغربية تعاني كثيرا من المشاكل بداية من عدم توفير الخدمات ، وانتهاءً ببعض خلايا التطرف الذين وجدوا مناخا ملائما خلّفه الفراغ الأمني هناك.
لكن هذه المشاكل لا تُحل بالطرق العشوائية، بل ستزيد من تعقيدها، والحكومة الرسمية ممثلة في المجلس النواب هي من تتحمل وزر هذا الوضع المزري، ولا زال التلكؤ في اتخاذ أية خطوة من شأنها أن تكون بداية الحل هو سيد الموقف.

إن القوات الأمريكية التي تغذت على الإرهاب و الانقلابات العسكرية وأسكرها حب التسلط لا تؤمن بأي نظرية التعاون بين الدول إلا نظرية أن الدول هي غنيمة حرب، فهي لا تستطيع أن تنمو في بيئة السلم والاستقرار، أو يبزغ نجمها في مناخ الحرية والديمقراطية، فمثل هؤلاء ربما يستطيع السيطرة على الناس على ظهر دبابة، لكنه لن يستطيع أن يدير شؤونها من على ظهرها، وهي النقطة الأهم التي يجب أن يتفطن لها أهالي الغربية العراقية جميعا، ومن باب أولى المجلس النواب وحكومته، وكل تأخير في اتخاذ خطوة جادة حيال المشكلة، سيكون مسمارا يُدق في نعش العراق ، وعندها لن ينفع الصراخ والعويل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك