زيد الحسن
العبودية المختارة كلمتان تهز وجدان سامعها ، فما بالك بمن صنعها وارتداها عباءة له ، وما نظرتك لمن ما زال مصراً على تكريسها له والى الاجيال القادمة من بعده ، الفرنسي ( إتيان دو لابيسي ) وصف العبودية المختارة وصفاً دقيقاً و بين العلاقة بين الحاكم والمحكومين و دور الشعوب في صنع الطغاة ومنحهم صفات وقدرات خارقة ، فيما هم في الاساس بشر ليس لهم من القوة والبطش الا بقدر ما يمنحه لهم المحكومون الذين ان توقفوا عن طاعة الحاكم فقد كل مصدر قوته .
بعد الانتخابات الاخيرة وما اسفرت عليه من نتائج هواجسنا كانت تجرنا الى اليأس التام من اكمال مسيرة الديمقراطية ، خصوصاً ان نتائج الانتخابات كان يسودها الكثير من التشكيك بنزاهتها بدليل كثرة الطعون بتلك النتائج ، والحوادث المفتعلة لصناديق الاقتراع من حرق وتدمير وسرقة كانت المسمار الاخير الذي يدق في نعش العملية الانتخابية ، لكن بقدرة قادر وبفضل جهود بعض الخيرين من ابناء البلد هدأت الساحة السياسية وتمخضت النتائج باعلان تشكيل حكومة جديدة ، اعتبرها الجميع اخر حكومات العملية السياسية ان فشلت في انقاذ العراق ، وان حالفها النجاح تكون حكومة محبوبة للملايين .
لم تبقى شريحة من شرائح المجتمع العراقي لم تخرج للتظاهر مطالبة بحقوق لها قد اجحفتها الحكومات السابقة وتريد الحل والانقاذ من الظلم الواقع عليها ، واخر شريحة هي شريحة المعلم والمربي ، وهذا دليل على ان الحكومة الحالية مقبولة نوعاً ما ، في الجانب الاخر هناك من يرغب بازالة العملية الديمقراطية ونسفها نسفاً كاملاً واعلان تشكيل حكومة طوارئ وهو لايعلم او يتجاهل او ربما لا يهمه ما ستكون النتائج في حال اعلان هكذا حكومة .
حكومة الطوارئ ان تشكلت ستكون بقيادة نفس الشخصيات ونفس السياسين ، وسوف تعلن الاحكام العرفية ، والاحكام العرفية هي نظام استثنائي تلجأ اليه الدول في حالة الازمات وفي حالة تدهور الوضع الامني وتأخذ فيه الحكومة سلطات تنفيذية واسعة النطاق .
الشعب العراقي في ظل الديمقراطية المطلقة لم ينل حقوقه ويعاني الويلات فهل سينال حقه في حالة تشكيل حكومة طوارئ ، ومن المؤكد انها ستكون حكومة تصفية حسابات للاحزاب فيما بينها ، والخوف الاكبر ان تكون احكام عرفية عسكرية لا سياسية وقتها سيكون القتل هو الحل الوحيد الذي سينهي التدهور والانفلات الامني ، ومن سيكون الخاسر الاكبر بلا ادنى شك هو الشعب العراقي المظلوم .
كل وطني شريف وغيور على بلاده عليه ان يترك تخندقه وتحزبه خلف هذا القائد او ذاك وعليه ان يكون مآله هو اكمال تشكيل الحكومة واعطائها الوقت اللازم لتعالج جراحات الشعب ، والصبر عليها لابعاد خطر القرار الاحمق بتشكيل حكومة طوارى لا نفع فيها من قريب او بعيد .
https://telegram.me/buratha