ميثم العطواني
بأختصار ..
أنتهى مؤتمر وارسو بفشل تطلعات واشنطن ، التي حشدت له كل الأمكانيات المتاحة لها بهدف تحويل الصراع (العربي - الإسرائيلي) الى صراع (عربي - ايراني) ، ومن ثم أعطاء دورا أكبر للكيان الصهيوني لزعزت السلم المجتمعي في منطقة الشرق الأوسط ، وذلك وفق مخطط تم وضعه بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة لاسيما العراق وسوريا في الأشهر الماضية .
الملفت للنظر في هذا المؤتمر الذي كان عنوانه الأبرز (السلام في منطقة الشرق الأوسط) هو غياب القضية الفلسطينية تماما على عكس المؤتمرات السابقة ، في حين أن هذه القضية هي العمود الفقري للمنطقة برمتها ان صح التعبير ، ولم تحكم أمريكا في لعبتها الجديدة قواعد اللعب جيدا ، إذ توهمت عندما توقعت ان لتصريحات الأعراب اللذين أحضرتهم للمؤتمر سيكون لها وقعا على المستوى الدولي والأقليمي والعربي ، لإعلان العداء لأيران ، وبذلك تحرف مسار القضية الفلسطينية التي كانت ومازالت الشغل الشاغل للمسلمين والعرب الشرفاء .
ان عدم ذكر أيران ، والقضية الفلسطينية ، في بيان المؤتمر الختامي ، يؤكد بأن أمريكا فشلت فشلا ذريع في هذا المؤتمر ، فشلت في عملية التحشيد الدولي ضد الجمهورية الأسلامية الأيرانية ، وفي الوقت ذاته فشلت بتحييد عداء العرب للكيان الصهيوني ، لكنها نجحت في تجنيد من شارك في المؤتمر وفتح أتصالات استخباراتية جديدة بين (إسرائيل) والدول التي كان لها حضور .
https://telegram.me/buratha