محمد كاظم خضير
منذ أن ولدت المقاومة الإسلامية في العراق ، كان محمد باقر الحكيم أحد قادتها، استشهاد محمد باقر الحكيم لم يضع حداً لحياته كما شاء الإرهاب بل كان استشهاده ولا يزال محطة للعبور إلى هذه الشخصية المثيرة للجدل على اكثر من صعيد .
كان محمد باقر الحكيم الحدث في حياته وكذلك هو الحدث بعد استشهاده ,فلم تنته حياة الحكيم عند استشهاده بل أصبحت مناسبة استشهاده عنوانا جديدا للعطاء والتضحية والفداء وأصبحت مناسبة استشهاده محطة لاكتشافات جديدة حول مسيرة حياته وجهاده وعطاءاته.
لذلك كان محمد باقر الحكيم الرجل الذي لا يموت وهو الرجل الذي لا يمحوه الغياب . محمد باقر الحكيم كان أكبر من حزبه بل كان هو صانع الاحزاب والأجيال ,كان صانع الأمم على درب الجهاد والاستشهاد في سبيل القضية التي كان يؤمن بها ويضحي من أجلها .
لقد أعدّ محمد باقر الحكيم قبل رحيله كل شيء لاستمرار العقيدة التي آمن بها واستمرار النهج الذي قضى من أجله نهج المقاومة والاستشهاد.
أعدّ محمد باقر الحكيم كل ما يلزم قبل رحيله لاستمرار حزبه حزبا مقاوما لبعث والاستكبار وحده ,ولم يشأ محمد باقر الحكيم في يوم من الأيام توجيه البندقية إلى غير قوى الاستكبار وقد كان الاستكبار وحدة هو الوجهة الدائمة والهدف الاصيل.
لقد كان القائد المدرسة التي أسست لثقافة الجهاد والتضحية في سبيل القضية وفي سبيل الأمة وقضاياها وقد كان المعلم الأول في مدرسة الجهاد والمقاومة ولم يشأ أن يكون غير ذلك.
تجنب الدنيا وكل ما فيها وآثر أن يكون فقط في صفوف المجاهدين والمقاومين وإلى جانب الفقراء والمستضعفين وقد بقي معهم وكأنه واحدا منهم لم تأخذه الدنيا إليها وقد فتحت إليه كل أبوابها لذلك آثر العمل بصمت وآثر الجهاد بعيدا عن أعين الناس وعمل في الظل وكانت أعماله ولا تزال النقطة المضيئة في تاريخ الأمة وعلى مساحة العالمين العربي والاسلامي .
كان محمد باقر الحكيم أكبر من حزبه وقد ادار لوحده مجموعات جهادية كبيرة تخطت المكان والزمان ويتقل عارفوه أن عمل محمد باقر الحكيم كان جزءا من مسيرته الجهادية وقد كانت له نشاطات جهادية قبل الحزب وخارج الحزب وقد كان محمد باقر الحكيم حين لم يكن أحد وأنه المجاهد الأول الذي أسّس وحضّر للعمل الجهادي في العراق داخله خارجه وقد سبق محمد باقر الحكيم مجلس الأعلى الإسلامي بسنوات كانت كفيلة أن يبدأ مجلس الأعلى الإسلامي منها أولى إطلالاته على العمل الجهادي والسياسي .
أما وقد استشهد محمد باقر الحكيم وأدى الأمانة وبقيت ذكراه تلك الشعلة التي لن تنطفيء ,استشهد محمد باقر الحكيم وبقى إسمه ومضة العز التي لا يمحوها الزمن ولا ينالها الغياب , محمد باقر الحكيم الحاضر أبداً وهو الرجل الذي لا يموت .
https://telegram.me/buratha