المقالات

من سيخنق الدبابير في أعشاشها؟!


طيب العراقي

 

مما لا شك فيه، إن دول العالم ذاهبة لبناء تكتلات دولية، وحتى أمريكا التي هي قطب العالم في مجالات عديدة؛ لا سيما المجال الإقتصادي والسياسي والأمني، فأنها لا تستطيع العمل بمفردها، بل هي تعمل دائما في محيط موالي لها؛ تسعى لقيادته دائما .

أمريكا وخلال العقدين الماضيين، لم تدخل حربا إلا من خلال وجود حلف؛ أو تكتل دولي معها، والأسباب التي تقف وراء ذلك كثيرة، في مقدمتها، ضرورة تهيئة رأي عام عالمي، داعم لموقفها السياسي والعسكري من جانب، و تقليل نفقات الحرب من جانب أخر ، والغاية دائما من دخول أي حلف، إكتساب قوة مادية ومعنوية، شرط ألتحالف مع الأقوى، وهو الغاية من أي تحالف.

في نهاية عام 2011 عقد العراق والأمريكان؛ إتفاقية  إطار إستراتيجي، وكان يفترض أن تكون تلك الإتفاقية، دعامة قوية لأمن العراق، خصوصا وإن أمريكا، هي التي قادت حملت التغيير، ضد المقبور صدام، وكان من المتوقع بناء مؤسسة عسكرية دفاعية للعراق، بمعونة الأمريكان الذين دمروا قوتنا العسكرية تماما؛ أثناء إحتلالهم للعراق، بل ودمروا بنانا التحتية وخربوا الدولة برمتها.

زد أنهم تسببوا بفتح  حدود العراق على مصاريعها، للإرهابيين الذين قدموا من كل بقاع الأرض، ونكتشف أن الإرهاب صناعة أمريكية خالصة، فقد كنا نأمل وقف نزيف الدم العراقي مع عقد تلك الإتفاقية، ولكن تبين من الأحداث المتسارعة، إنها إتفاقية مشبوهة، وأنها مصيدة الغرض منها، جعل أرض العراق، مرتع لفلول الإرهاب العالمي، ومكان لتصفية حسابات أمريكا، مع دول عديدة، تتقاطع معها في الأفكار والرؤى.

لقد أسهمت أمريكا، في إضعاف العراق وعلى كافة المستويات، خصوصا في الجانب الأمني والعسكري، وسقطت في حزيران 2014، خمس محافظات عراقية بيد تنظيم داعش الإرهابي، وكان للأمريكان موقف المتفرج من تلك الأحداث.

المفاجئة الصادمة للأمريكان؛ أتت من حيث لم يحتسبوا، حيث قلبت فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي الموازين، ما أستدعى أن تتدخل أمريكا لحماية الدواعش، بمسرحية تشكيل تحالف دولي مزعوم! فقد كان من المفروض لذلك التحالف الدولي، أن يكون داعما" للعراق، ولكن مرة أخرى؛ تبين أن ذلك التحالف مشبوه هو الآخر، كأتفاقية الأطار الأستراتيجي مع الأمريكان، وليتضح أيضا، أنه أنشيء ليدير مشروع الإرهاب (عش الدبابير) في المنطقة، ويتخلى عن مسؤليته القانونية والدولية؛ كمحتل سابق بدعم العراق.

رؤيتنا أن أمريكا إرتكبت جرائم عدة، منذ صنعت داعش وأدخلته لأرض العراق، بأرتال سيارات حديثة تحت بصر وحماية طيرانها، كما أنها أغمضت عينها وغضت طرفها، عن جريمة الدواعش والبعثيين في سبايكر، التي راح ضحيتها مئات من الشباب العراقي، لتقع جريمة إبادة جماعية وبعلمها وربما بتخطيطها.

ثم توالت الجرائم في سجن بادوش، ومنطقة السجر والملعب، وباقي المناطق التي قبعت تحت براثن داعش، وكان موقف الأمريكان، مرة يحد من تقدم قوتنا الأمنية، ورجال الحشد المقدس، ومرة يهيء الأسباب لتقدم داعش، وفي مناطق ستراتيجية، ونتذكر أنه وبمجرد تمركز القوات الأمريكية في قاعدة الأسد، سقطت الأنبار بيد التنظيمات الإرهابية..!

اليوم في وارشو؛ يحاول الأمريكان بناء حلف جديد، جمعوا فيه بعلنية فاضحة، أدواتهم من أعراب الخليج والأسرائليين، بحميمية فجة على مائدة واحدة، لكن من الواضح أن هذا المؤتمر؛ الذي كان عنوانه الرئيس أيران ومحور المقاومة، وبضمنه العراق طبعا، فشل فشلا ذريعا، بدلالة أن الفرنسيين والألمان؛ وهم حلفاء الأمريكان التقليديين، لم يشاركوا فيه على الرغم من أن السعاة الأمريكان، حفيت أقدامهم على أعتاب باريس وبرلين.

لقد تحقق الأنتصار العراقي الكبير بسواعد أبناءه، وأتفاقية العراق مع الأمريكان لم يطبق منها إلا ما نفع الأمريكان، الذين سنخرجهم من أرضنا مرغمين، ففي نهاية عام2011 أخرجناهم وهم لا يلوون على شيء، حينها لم نكن بهذا المستوى المتقدم، من القوة والمنعة والتنظيم، ولم تكن لدينا جحافلا مؤمنة مقاتلة؛ مثل التي نمتلكها الآن، فكيف بها ونحن أهل اليوم؟!

أمريكا شر مطلق، ولم تأت الى العراق لخدمة العراقيين، بل هي هنا لخدمة أهدافهم الأستراتيجية، ومن بينها حماية أبنائها، أو لنقل أربابها في فلسطين المحتلة، ولدينا ما يكفي من "دخان" لخنق الدباير في أعشاشها..!

........................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك