المقالات

قلم ليس للبيع او للإيجار..!

1757 2019-02-18

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

 

هل يتذكر أحدكم أول حرف عانقه وكتبه أو قرأه..لا أعتقد أن أي منكم يخطيء الأجابة، سيقول لي ، "دار"، وأصدقكم أني لست كذلك، فأنا أعتقد أن أول حروف عانقتها، هي تلك التي فلسفتها بنفسي، لا تلك التي لقنوني إياها في الصف الأول الأبتدائي، ولذا فأنا أعتقد أني ولدت لأكتب، وعشت لأكتب، ومرضت بالسرطان ـ عافاكم الله ـ لأني أكتب.

 بعض أولئك الذين يجربون الكتابة، يعتقدون أنها موضوع سهل، عدتها ورق وأقلام، وخزين من الكلمات يتم إعادة ترتيبها، وفقا للفكرة التي يريد الكاتب أن يتناولها.

الكتابة عندي قضية؛ إتخذت منحى آخر غير ما يعتقدون، فمنذ أول كتابات عانقتها وفقا لمفهومي للعناق، وقعت عقدا بيني وبين قلمي، أن لا أخذله ما دام لا يخذل القضية التي أدافع عنها.

 يوما ما خاطبت طيرا في السماء: سأكون حرا مثلك ولن أدخل في قفص، وسأتبنى قضية الحريّة، ونذرا عليَّ ان ادافع عن مسلوبيها حتى ينالونها، او اموت دون ذلك!

بدأت الكتابة باكرا؛ ولم انحرف قيد انملة، عن الخط الذي رسمه اول حرف صغته، ومنذ ذلك الحين لم تعرف أجنحتي حدودا، فالسماء لا حدود لها! ولكن أجنحتي اخذت بعداً آخرَ، شكّل نقطة الانعطاف الاكثر خطورة في عمري الكتابي!

وأنا أستمر بالكتابة؛ تعلمت أن الكاتب لا يعيد إنتاج الظاهرة الواقعية كاملة، بل يعيد إنتاج الخصائص التي تميزها أكثر، والتي تعكس روحها الحية.

لم أستخدم الحبر للكتابة، فقد كنت أكتب أنينا، إذ ومع أن معظم ما كتبت ينطوي على سخرية، إلا أنها سخرية المألوم، يأن فيحسب الآخرين أنه يغني، تماما مثل"أبوذيات" أهلي في الجنوب..أنين ..أنين..

في بداياتي؛ كنت أظن أني أستطيع؛ تغيير كثير من الأشياء بجرة قلم، لكني أكتشفت أني لن أفعل شيئا أكثر من صراخ.

 لاحقا ولكن باكرا؛ أكتشفت أن الكتابة تحتاج للياقة ذهنية، وتحتاج الى تقنية وإحتراف، في البداية كتبت مطولات، كنت أريد أن تكون الفكرة شاملة سامقة، لكن بعد حين أدركت أننا في زمن الاختصار، وعلى الكاتب أن يصنع لفكرته؛ قالبًا بسيطًا وباختصار، لا يلف ولا يدور على مبدأ: اسمعي يا جارة افهمي يا كنّة!

بعد مضي وقت ليس بالطويل، تعلمت أن مَن لم يحاول التجديد، فهو نسخة مكرّرة؛ ولن يأتي بتقليديته بما هو أفضل من الآخرين، ثم تعلمت أن العنوان هو نص آخر يسبق الموضوع..

أفكاري ليست للبيع، وأنا أتقاضى أجرا هو الأقل بين كل كتاب العراق، وأنا سعيد بذلك تمام السعادة، فلم يحدث قط أن شطب حرفا مما كتبت، ولم يحدث أن أشارعلي أحد؛ بما يتعين علي أن أكتبه، فمن يملك فكرا لا يستطيع ان يبيع نفسه، لا لسبب إلاّ لأنه لن يجد ثمنا لقيمة فكره! هنا ضميري هو الذي يكتب فحسب..!

رغم كلّ الضغط الذي يمارس على "الكاتب"؛ يستطيع هذا "الكاتب" ان يحتفظ، ولو لنفسه، بنقاء ضميره.

كلام قبل السلام: هذا المقال موجه لزعيم سياسي عراقي كبير حاول شراء قلمي!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك