زيد الحسن
خيبات ونكسات العرب كثيرة، وذلك رغم أن كل مقومات التقدم والتطور و «القوة الضاربة» متوفرة، ولكن للأسف ظلوا متفرقين مشتتين ومعظمهم مرتمٍ في احضان الغرب ، الغرب الذي ظل يعمل بكل ما اوتي من قوه لتقوية دولة الكيان الصهيوني على حساب العرب، وللأسف يتم ذلك بأموال العرب الذين لم يتردد عدد كبير منهم في تقديم الدعم والعون وبطرق مختلفة إلى السادة في الغرب.
دعوة الرئيس الامريكي جمعت ممثلوا ستين دولة من دول العالم ، واكيد بضغوطات مختلفة مارسها ترامب ، غابت روسيا والصين ، وبعض الدول مثلت الدعوى بمستوى سفراء وليس على مستوى الخارجية ، هذا المؤتمر المسمى ( وارسو ) فيه مخالفة صريحة للقانون الدولي ، ويلغي الكثير من الاتفاقيات التي وقعها الجانب الامريكي مع الامم المتحدة ، ومن جانب اخر اعطى هذا المؤتمر الصلاحية الى اسرائيل ، حيث اعلن رئيس وزرائها نتنياهو انه يدعوا الى عمل عربي اسرائيلي مشترك واعلان الحرب على ايران .
مصدر مطلع في ( سكاي برس ) يؤكد انعقاد اجتماع تنسيقي بين شيوخ عشائر الموصل وصلاح الدين والانبار مع قيادات عسكرية امريكية رفيعة المستوى ، الغرض منه تشكيل حشد عشائري ( سني ) على ان يتم تدريبه في معسكرات قاعدة عين الاسد والحبانية ، ومن ثم تسليحة .
يبدوا ان ساستنا لم يستوعبوا درس الاعتصامات الموجع ، الذي انجب داعش وبنفس الصورة تقريباً ، فهل ستكرر السيناريو علينا مرة اخرى ، ونسمح ان يتجمع اراذل القوم في هذه المحافظات المنكوبة ويدنسوا ارضها وهم مسلحين من قبل الامريكان ويحملون عذراً واهياً وهو محاربة ايران ، ولم نحارب نحن ايران ؟
ساستنا الاكارم افيقوا من غيكم ، يكفي خنوع ويكفي هوان وذلة ، لاتسمحوا للشيطان الاكبر من اللعب في ارض العراق ، مخططاته مكشوفة و واضحة ، وهاهي التلويحات امامكم جلية وهي الهيمنة والسيطرة على المنطقة برمتها .
خاب املنا بحكام العرب وهم يطبعون مع اسرائيل ، وخاب املنا في ساستنا وهم يستنكرون بخجل اعمال امريكا ، وخاب املنا في شيوخ العشائر لهذه المحافظات المغلوبة على امرها .
ترامب سيعتلي الغربية محاطاً باسراب ممن يقولون نحن عراقيين ، ويريد مباهلة من احد ، فمن سيكون خصمه المباهل له ؟
ان خرج البرلمان العراقي بقرار واثق وجريء سيتبعه الشعب قاطبة ، وان اصدرت رئاسة الجمهورية مرسوماً جمهوري واضح المعالم برفض الامريكان ستثلج لنا الصدور ، وان اصدرت الحكومة عبر ناطقها العسكري بيان تدين فيه وترفض وجود الامريكان ووجود هذه المليشيات المراد انشائها ، ستكون قد اعلنت جاهزيتها للمباهلة ، لعنة الله عليك يا ترامب .
https://telegram.me/buratha