المقالات

نحن والأمريكان ؛ لا نسمح بالشخابيط..!

1797 2019-02-17

علي عبد سلمان

 

مضى أكثر من عقد على سقوط الصنم، وتعاقبت عدة حكومات، والواقع السياسي والمعيشي لم يتغير، فكل دورة إنتخابية إمتازت بإفتعال الأزمات بين مختلف الأطراف السياسية المتناحرة، لكي يتمكن كل طرف من الحفاظ على قاعدته الجماهيرية، بسبب التخندق الطائفي والقومي، والواقع الخدمي أهمل النظر إليه، بسبب سيطرة مافيات الفساد على الملف ووقوع يدها على الصفقات .

الواقع السياسي بعد ٢٠٠٣، فرض كثير من المعطيات السياسية، والتي لابد من التعامل معها بحكمة وصبر شديدين، فالعراق الجديد وتركيبته السياسية تميزت بتعقدات كبيرة، فكل طائفة وقومية تريد، أن تحافظ على حدودها الجغرافية دون المساس بها، فضلا عن إستحصالها على أكثر المواقع الحكومية، فكل فئة كانت تتخوف من الأخرى بسبب تزايد الشحن المذهبي بينهم، دون تغليب المصلحة الوطنية والتي هي فوق جميع الإعتبارات .

المصلحة العليا للوطن غابت، ونسي الساسة أن لا غير العراق يجمعهم، فالدول الإقليمية تنطلق وفق مبادئها ومصالحها، وتدخلاتهم بالشأن الداخلي ما هي إلا مقتضيات مصلحتهم الخاصة، فالوطن أصبح ساحة صراع بين مختلف القوى الإقليمية، في ظل ما تشهده المنطقة من تنامي وإزدياد خطر المجموعات الإرهابية، وخاصة بعد ثورات ما يسمى " بالربيع العربي "، الذي أمسى خريفا على شعوب المنطقة برمتها بسبب دمويته وصعود ما يعرف اصطلاحا بالإسلاميين للحكم .

بعد العاشر من حزيران 2014، وتمكن داعش وبالتعاون مع البعثيين بالسيطرة على ثلث العراق تقريبا، جاء هذا التطور بعدما تمكنت هذه العصابة من بسط نفوذها في سوريا، مر العراق بمرحلة مهمة وهي من أهم المراحل منذ تأسيس الدولة العراقية، وكان لا بد من موقف حازم يوقف تمدد هذا التنظيم، ويتمكن من إعادة الجيش إلى سابق عهده، ومن استرجاع الأراضي التي أحتلها الإرهابيون .

تصدى المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني، وافتى بوجوب مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، وبهذه الفتوى تمكن العراقيون بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم السياسية من إستعادة زمام المبادرة، ليتم النصر والتحرير الناجز على أيدي القوات المسلحة وأبناء الحشد الشعبي، ما خالف التوقعات الأميركية والتي إفترضت أن العراق يستطيع التخلص من داعش بعد مضي عشر سنوات .

الغريب في الأمر؛ الإدارة الأميركية بعد ضعف نفوذها داخل العراق، وظهور معادلة جديدة لا تسمح لإأميركا اللعب بمفردها، لا تعرف كيف ستتعامل مع الوضع الجديد، لذلك فهي تتصرف كما يتصرف الأطفال حينما"يشخبطون" على ورقة بيضاء.رئيسهم دونالد ترامب"شخبط" وصرح بأنه هنا في العراق لمراقبة إيران، وكأن العراق برج مراقبة ورثه عن أباه ترمب الأب.

أمريكا سترحل بالتأكيد، لأن عراق 2019 ليس هو نفسه عراق 2014، واليوم نحن أقوى بكثير بحيث بتنا نعطي دروسا كمعلمين لكيفية حماية ألوطان، نحن معلمين أصلاء لا نسمح بالشخابيط!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك