المقالات

وزارة أبو المولدة ..ترحب بكم..!

1951 2019-02-13

اكرم السياب

 

مازلت أتذكر الفنان يوسف العاني في إحدى مسرحياته، ببغداد، وهو يؤدي مشهداً على المسرح حينها وقف أمام "السماك" وسحب سمكة يشم ذيلها! فتبسم له البائع وقال له:"حجي السمجة تنشم من الرأس.. إذا جايفة مو من الذيل "فأجابه العاني مبتسماً:" ادري يا عمي الراس خايس بس أريد أشوفه وصل للذيل؟!

وعلى ذكر "الجيفة" التي فاحت بين السطور،أسئل؛ هل الذيل ما زال بخير؟ للاسبوع الخامس نجهد أنفسنا في التظاهرات، التي عجت في عموم البلاد. لمطاردة رؤوس الفساد واصلاح النظام، وإلقاء اللوم على السياسيين، وأصحاب المناصب والنفوذ. ونحن بيننا مئات المفسدين يحومون حولنا، ويعيشون بجانبنا.

رغم كل ما قيل تمجيداً في السابق، لأصحاب المولدات. وفضلهم في تهوين محنة الكهرباء. وكل أبيات الشعر المداحة، فهم ليس إلا "مافيا" تعيش على الازمة وتختلقها. واي ازمة؟ هي راحة الفرد بحياته!

النجف، كان لها النصيب الأكبر في الضرر، بتكوين عصابات الطاقة كما أسميناها "شعبياً" المكونة من بيع الكهرباء والغاز والنفط والبنزين.. وان كان سوق السوداء، عملا غير مشروع فبوجود أعضاء مجلس مستفيدين، ومشاركين، في الأموال التي تسير عمل المولدات.أصبح العمل مشروعاً ومسنوداً.

حتى تعاظم شأن أصحاب المولدات، وصولا إلى ضرب قرارات مجلس المحافظة، والعمل على قوانينهم الخاصة.. قانون "سكسونيا" على رأي الكاتب المصري وحيد حامد.. وجعلوا التسعيرة تخرج من درك مكاتبهم؛ كما يشاءون.

كنت أتصور في مخيلتي البسيطة، أن الفساد يرتدي رباطاً وبدله، ويستقل أفخم السيارات، واتضح فيما بعد، أن فقدان الإنسانية، وتحول الإنسان إلى آلة لجني الأموال، على حساب الفقراء هو الفساد بعينه والانحطاط.

بالرغم من ذلك، ونحن نلتقي بهذه الأسطر، اجتمع مجلس المحافظة بجلسة" طارئة واستثنائية" لإعادة النظر بقرار التسعيرة، إرضاءً لرابطة "أصحاب المولدات" تلك المنظمة المدنية التي تأسست بدعم أشخاص متنفذين لا داعي لذكرهم تجنباً "للغِيبة". وأصبحوا يتحكمون بحوالي 2 مليون إنسان يعيش في المحافظة. بمجرد رسالة على "الوات ساب".

ختام القول يا إخوتي.. المولدات مشاريع استثمارية، لا ترتبط بأي جهة! مما جعلها تتحكم في نفسها، تبعاً للمصلحة الشخصية. أما المواطن، فهو مشروع استهلاكي، تضمن له الرأسمالية العمل لديها ثم الدفع لها. وأنت تغادر، لا تنسى إلقاء التحية " دولة أبو المولدة...تودعكم"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك