المقالات

المرجعية الدينية..كلمتها الغالبة لأنها صوت المظلومين!


علي فضل الله الزبيدي

 

حين تطالب المرجعية الدينية، الحكومة العراقية للقيام بالإصلاح، لمؤسساتها الحكومية وعلى مختلف الإصعدة والمجالات، هذا يعني وجود إعوجاج، في الأداء الحكومي، وهنا رب سائل يسأل: هل المرجعية كانت غافلة، عن فساد الحكومة السابقة؟ قطعآ لا! فالمرجعية كانت ولا تزال، العين الباصرة والمشخصة، لكل تحركات الحكومات السابقة والحالية وعملها، إذن اين كانت من ذلك الأداء الهش الهزيل؟ لم تكن المرجعية، من السلطات الثلاثة، التشريعية، التنفيذية، أو القضائية، إلا أن واجبها الشرعي يحتم عليها، مراقبة عمل الحكومة وأدائها.

إذن ليس للمرجعية الدينية، سلطة تستطيع من خلالها التأثير، على قرارات الحكومة العراقية، سوى الواعز الشرعي إن كانت تتحلى به الحكومة ، فمتى ما تحلى رجالات الحكومة، بالأمانة وحفظ العهود، التي قطعوها على أنفسهم، حين أعتلوا المناصب السيادية، بفضل الله ودماء الابرياء، وتضحيات هذا الشعب الجريح، هنا ما عسى المرجعية أن تفعل، للذي نكل بعهده وتنصل من وعوده، (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الشاكرين)، نستفهم من ذلك، إن الحكومات السابقة تنصلت من وعودها، حين رضوا بالدون وحسبوا أنهم مهتدون.

عند ذلك أغلقت المرجعية ابوابها، بوجه المفسدين والناكثين، وهل أنتهى موقف المرجعية عند ذلك الحد، وأكتفت بصد وجها عن الفاسدين؟ لا! حيث إن هذه المرجعية سليلة الأنبياء والأوصياء، لذا هي لم تدخر جهدآ بالنصح والإرشاد، ومن خلال خطب الجمعة الإسبوعية، فكانت تبين مكامن الخطأ، ومواضع الفساد في المؤسسات الحكومية، إلا أن الحكومة السابقة، آلت على نفسها، أن لا تستمع لنصائح المرجعية الدينية، وتجاهت فضلها ودورها، لذلك عم الفساد مفاصل الدولة العراقية، فالغرور والجهل سمة تلك الحكومة، ونتاجها ضياع ثلث أراضي العراق، وإنتشار الفقر بين أبناءه.

المرجعية الدينية على مر التأريخ، هي المصحح والمقوم لمسار الأمة الإسلامية، فحينما يداهم الخطر مصير تلك الامم، وتضيع الحلول بين أمواج الوهم والفساد، تراها (المرجعية ) تأتيك بالأراء السديدة والحلول الناجعة، لتنتشل الشعوب وقادتها، من بحور الفشل التي كادوا أن يغرقوا فيها، فأمريكا التي ارادت أن تبقي العراق، على حكومة معينة، بذريعة تعذر الإحاطة بنفوس العراق وتعداده، فاجئتهم مرجعيتنا بوجود البطاقة التموينة، فكانت سببآ في تشكيل الحكومة المنتخبة، وكذا الدستور، والأدهى من ذلك، حين نهضت بمسؤلية الحكومة العاجزة، لتعلن الجهاد الكفائي لتدحر فلول داعش، الذي كاد أن يطيح بالحكومة العراقية.

الأن وشعبنا وبلدنا يمر بمرحلة حرجة، فمن جهة حرب، يخوضها جيشه وأبناء حشده المقدس، ضد فلول داعش التكفيري، ومن جهة أخرى فساد مستشري، في مؤسسات الدولة ودوائرها، تديره مافيات تابعة لرجالات، تمتلك القرار السياسي في الحكومة العراقية، فهم الذين أستغلوا المنصب الحكومي، ليسرقوا أموال الشعب، عن طريق صفقات وعقود وهمية، فأين ذهبت مئات المليارات من الدولارات، للسنوات الماضية حيث إن العراق، كان مقدار العائدات المالية للنفط، من عام 2008 إلى عام 2014،هو 551 مليار دولار، ورغم ذلك إنعدام الخدمات، وتفشي الفقر والجهل والأمراض،فاين ذهبت تلك الأموال.

عليه فإن المرجعية الرشيدة، طالبت الحكومة الحالية بإجراء إصلاحات شاملة، للأنتفاض على الواقع الفاسد، والقضاء على دودة الفساد التي نخرت منسئة الحكومة، وازدادت المرجعية إيضاحآ، فقالت يجب إصلاح مؤسسة القضاء، لإن القضاء السبب في تفشي الفساد، ويجب تقديم رؤوس الفساد، للحكومة السابقة والحالية للقضاء العادل، وإسترجاع الأموال المسروقة وإعادتها لخزينة الدولة، من هذا فإن الحكومة الحالية، متمثلة برئيس وزارتها العبادي، أمام إختبار حقيقي لإحترام توصيات المرجعية، التي هي مطاليب الشعب الجريح، وإلا! فإن المرجعية لديها القول الفصل، والاحداث الماضية تشهد على ذلك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك