قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
يلخص أبو العلاء المعري لنا، الوضع في العراق، وفي محيطنا العربي، وفي العالم أجمع، حين يقول في بيتيه الشعريين الشهيرين، الذي الذي ورد في "اللزوميات" ويقول فيهما:
مـل المـقـال فكـم أعـاشـر أمـة***حكمت بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية واستجازوا كيدها*** وعدوا مصالحها وهم أجراؤها
الواضح من القول: إن الحكام على جري عادتهم، في كل زمان ومكان، يظلمون رعاياهم مع أنهم أجراء لدى أولئك الرعايا.
الحقيقة أن ليس الظلم؛ ظلم السوط والزنازين فحسب، بل هو ظلم إضاعة الطريق على سالكيه، فبعد أثنتي عشر سنة، من سلوكنا طريقا كنا تمنيناه أو تخيلناه، مليئا بالزهر والقداح والياسمين، ما زلنا نتسائل وقد علتنا غبرة الأيام: هل في الأفق أتضاح لمعالم الطريق في بلدنا؟ أم إنه أمر مقضي مكتوب في اللوح المحفوظ، أن نتخبط في غابة ملتفة الأشجار، لا نكاد نتبين شعاع الشمس فيها؟!
هذا التساؤل ينهش عقول العراقيين جميعا، عندما يتأملون العملية السياسية هنا، هذا إذا كانت هناك عملية سياسية حقا ؟ فالصورة تبدو أننا أزاء "لعبة" وليست عملية سياسية، و"اللعبة" أقرب الى الملهاة السمجة منها الى أي توصيف آخر!
الكائنات البشرية هنا تتسائل عن التالي، وبعدين، والنوب؟ وهل سيكون في مقدور الكائن العراقي؛ وهو يتأمل الواقع السياسي، أن يرى في أمد منظور، نهاية ولو ربع سعيدة؟
يتسائل هذا الكائن العراقي أسئلته الحيرى، وهو يعرف أن أغلب الصراعات السياسية، في بقية العالم تدور حول محورين أساسيين، هما محور اليمين ومحور اليسار، أو محور المعارضة والمحور الموالاة، أو محوري المحافظين والتقدميين، أو محوري الديمقراطيين والراديكاليين..ألخ.
فهل نحن نسير حقا؛ نحو الأخذ بعنصرين جوهريين متضادين في اللعبة السياسية، التي تتمحور حول الديمقراطية ومبادئها؟ وهل سنسير في السنوات القادمة، على النهج الذي أخذ به البشر في بقية العالم؟
إستحقاقنا المطلوب شأننا شأن بقية البشر، أن يكون لدينا تيارين فقط، يتصارعان سياسيا بطبيعة الحال، ويتعارضان سياسيا أيضا، ولكن بغاية تدعيم أسس الدولة وخدمة المجتمع؟ أترانا سننعم مثل غيرنا باستقرار سياسي، و"بعملية" سياسية نتقبلها جميعنا، ونخرج في الوقت نفسه من شرنقة المحاصصة؟ فلقد عشنا داخل هذه الشرنقة، زمنا أطول مما ينبغي..؟
كلام قبل السلام: لا مفر من طرح مثل هذه التساؤلات، حتى وإن كانت تفتقر إلى المنهجية!
سلام...
https://telegram.me/buratha