زيد الحسن
الحكمة تقول ؛ عندما تُنازل خسيساً بأسلوبه تتساوى معه ، فلا تسمح لأحدٍ أن يُنزلك لمستواه وإن كان لا بُدّ من خوض ذلك النّزال فلا تدعه يختار لكَ سلاحك ، الغايات لا تُبرر الوسائل والغايات النبيلة لا تبقى كذلك إذا سعينا لها بوسائل خسيسة ، نقاء السّلاح ضروريّ لنقاء النّصر فالنّصرُ المُلوّث هزيمة أخرى مهما حاولنا أن نقنع أنفسنا بالعكس .
الجميع يركز على السلبيات فقط وهذا من شأنه ان يؤذي منسوب المعنويات الوطنية العامة ويعمل على زيادة السلبية المنتشرة ويصعدها ، ناهيك بالطبع عن انه سلوك غير موضوعي في النهاية لانه لا يقدم الا جانباً واحداً من الحقيقة ، والسبب في هذا التركيز على السلبيات هو التخمة الكبيرة التي صاحبت العملية السياسية ، التخمة من الاخفاقات الكثيرة والمترعة بالفساد وسوء التصرف .
المتفحص والمتابع للوضع في العراق ، والمحب ايضاً لهذا البلد يستشعر ان هناك انجازات حقيقية مهمة حصلت على ارض الواقع ، بالرغم من ان الصمت الاعلامي عنها يجعلها تبدوا اخباراً عارضة ليست ذات اهمية ، خيوط متشابكة ومتاهات مظلمة بدأت اولى الخطوات لفك رموزها المشفرة ، هذا ما يحصل بالضبط ، فعلى ارض الواقع هناك تقدم ملموس لملاحقة الفساد والمفسدين ، والجرم والمجرمين ، وهناك حساب شديد نال البعض وسينال البعض الاخر .
الشرفاء ما زالوا صامدين بوجه الريح الصفراء التي ينفثها اعداء العراق ، وقريباً جداً سيزاح الستار عن رموز العمالة ويبدأ شراع الاصلاح والبناء بالارتفاع عالياً في سماء العراق .
قد يطالبني البعض عن انجازات هذه الحكومة وعن الاحساس بأنها تسير بالنهج الحقيقي نحو بناء البلد ؟ لهذا اقول له قبل ان ترى بأم عينك الانجازات هذه عليك معرفة ماهية العراقيل الموضوعة تحت اقدام هذه الحكومة ، وعليك معرفة الاسلحة الفتاكة التي تحارب هذه الحكومة من كل حدب وصوب ، فبرؤيتك الحقيقية الشفافة والنزيهة ستعرف ان الحكومة قد بدأت العمل الفعلي لمحاربة هذه الآفات ولمعالجة هذه الجروح التي اصابها القيح من تراكمات الحكومات السابقة .
كان الله في عون الشرفاء من ساسة بلدي ، وبارك الله لهم جهودهم الكبيرة في محاربة هذه الخناجر المسمومة التي ما فتئت وتغرز انصالها في خاصرة كل خطوة يخطونها في بناء البلد ، فهم محاصرون من كل الاتجاهات ليوقعوهم كما اوقعوا اسلافهم ، لكن الامر واضح ان خطاهم واثقة وقوية ولن تعاد علينا احداث الماضي الآليم .
مذ ان انفرد الرجل بمكتبه بعيداً عنهم وعن دائرة الضغوطات ، واعلن انه سيحمل على كاهله هذا الحمل الثقيل وهذه التركة الكبيرة علمنا انه سيحارب خبثهم وينتعله ويمضي في طريق البناء والاصلاح .
https://telegram.me/buratha