قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
كنا في زمن القيح الصدامي، ننتج النموذج الأدبي لعصر يقوده ضالعون بخنق الكلمات!
شعراء وأدباء وكتاب، كان نتاجهم هو اما مقاس او مقاس عليه، محاورهم معدة سلفا، وقبلوا بالعمل على هذه المحاور، ومعظمهم قام بتنميتها، حتى تولدت عندنا فنون أدبية، ليس عند غيرنا مثلها.
تفرد في هذا المجال عدد مهم من هؤلاء، ليتبوأ مقاعد المقدمة في صالة العرض، وبينهم من كان يمتلك أفضل أدوات الإبداع، وسيمضي مثلا وقت طويل حتى يكون بيننا شاعر بموهبة رعد بندر التي ضاعت في مديح الطاغية، وكان يمكن أن يستنسخ المتنبي من جديد، بموهبة عبد الرزاق عبد الواحد النادرة، تلك الموهبة التي وضعت مع الأسف، في خدمة عملية إزاحة الجمال.
آخرون قبلوا بأن يعملوا ككوادر متقدمة، في مراكز تلقين الفكرة الهمجي،ة التي كان واجبها الأساس، أن تقف ضد كل من لا ينتمي إلى أهل الفكرة.
يحفظ لنا التاريخ ؛أمثلة مازالت مدار حلم الكثير من المثقفين، أمثلة لشعراء هجوا حكاما ظالمين، وخروا صرعى هجائهم العنيد، غير أن هذه الأمثلة، غابت تماما في عصر صدام، وحل محلها من قرأ شعرا مقبوض الثمن، في حضرة القائد، وبعضهم كان يرفع كفيه بالدعاء، لا لينجي الله هذا الشعب من غمة صدام، ولكن كان يدعوا لبقاء ولي النعمة، ولم يكن هذا البعض قليلا!
لأنهم صمموا شعرهم وكتاباتهم، وفقا لمنظومة الأدب المرفوعة شعاراً نافرا،ً "إذا قال صدام قال العراق" على الجدران يرى عياناً، وعلِّقت إلى الجدران رسوم القائد في كل منعطف، كحالها في إستراق النظر الصامت على هواء العراق، من كل مئة خطوة في الشارع، وكل بشر في البيوت!
كان ذلك نتاج (التشكيليين) العراقيين السفيه في حقبة الألم!
نستذكر معرض الحزب، في السابع من نيسان من كل عام؛ ولم يخجلوا! بل شاركهم من يوصفون بأمهر النحاتين، الذين وضفوا مهاراتهم لإقتناص المال، وكان خيالهم يفوق خيال صدام نفسه، فاستخدم أحدهم قبضة صدام تحمل سيفا، ليمر من تحته الجنود المساقين، الى جبهات القتال في الكويت! حيث قاتلوا ببنادق صدئة، كانت هي البقية الباقية من حرب صدام مع إيران، وجال خيال الشعراء في أم المعارك كما صال في قادسية صدام المجيدة، ولم يكن صدام من إبتكر الأسمين لمعركتيه الخاسرتين، بل كانا من إبتكار أدباء العراق..!
كلام قبل السلام: ذكريات يكرهها بعض من في صدارة المشهد الآن!...
سلام.....
https://telegram.me/buratha