المقالات

السيستناني: سلطان الصمت وأمير الكلام!..

1449 2019-02-10

كاظم الخطيب

 

لا يجب الوقوف، عند حد معين من السعي، لبلوغ الدرجات العليا من الكمال النفسي، و الذهني، والوصول إلى المراتب المتقدمة، من الإدراك العقلي، والفكري، لحقائق الأمور، كي يتسنى لنا الفوز بأهلية الحكم على الأخرين، وتقييم ما يصدر عنهم، من أقوال أوأفعال.

يجب علينا، أن نحرص على التمييز بين الجيد، والأجود منه، والأجود من ذلك بكثير ، بنفس الدرجة من الحرص، على التمييز بين السيء، والأسوأ منه، والأسوأ من ذلك بكثير.

تقييم رجل مثل السيد علي السيستاني، يحتاج إلى ملكة فريدة، ودرجة عالية من الحكمة، والمعرفة، للوقوف على أسرار شخصيته، وبلوغ مقام الفهم لمقاصده ومراميه.

السيد السيستاني( دام ظله) هو الآن زعيم الحوزة العلمية في النجف (على مشرفها أفضل الصلوات وأتم التسليم، شاء المغرضون أم أبوا.

فهو رجل كجده أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي ملأ الدنيا فصاحة وبلاغة، وأنار الدنيا بالحكمة والتسديد والنصيحة حتى لألد الأعداء وأمضى عمره الشريف معتزلا الناس، لما رأه من تخاذلهم عن نصرة الحق.

رجل لم ينصب نفسه زعيما على أحد بل إن الزعامة هي من إختارته ليكون أمينا على مصالح العباد في إمور دينهم ودنياهم، كما إختارت الخلافة جده أمير المؤمنين(عليه السلام).

ولايحسبن أحدكم أن صمت السيد السيستاني –دام ظله – في بعض الموارد ضعفاً، بل لأنه لم يجد ما يستحق الرد عليه، فإن صمته لغة تفوق بلاغة المتحدثين، وتسمو على فصاحة المتكلمين، والعيب، كل العيب، بمن تقصر أفهامهم عن إدراك بلاغة صمته، لما إعتادوه من الثرثرة الفارغة لإيصال أفكارهم، والصراخ في تمرير حماقاتهم، والسطحية في فهم حقائق الأمور، وإنابة شذاذ الأغراض، وسيئوا الألفاظ، عنهم في نفث سمومهم.

فإن فلسفة الصمت لدى السيد الإمام ، من العمق بحيث ترتبط بتراث أل محمد – عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم – فقد كان صمتهم عن الكثير من الأمور تقريراً بالرفض والقبول، لما يصدر من الآخرين أمامهم – صلوات الله عليهم- من قول أو فعل، وربما أسروا الى ثقاتهم، وخاصتم - من الذين صَدقوا، وصَدّقوا.

صمت؛ فكان بليغا، وتكلم؛ فأصبح ثائراَ مجاهدا،ً يقود جموع المجاهدين، في أخطر المراحل التي يمر بها العراق، في لحظة عجز فيها كل المتكلمين وخان فيها كل المتشدقين وتخاذل فيها أغلب المتفاخرين، وبرز فيها، كل عدو ناصب، وجل شذاذ المذاهب، وجمع البعث الكافر المشاغب.

رجل، إعتاد الصمت تعبيراً، والكلام نفيراً, فما أن نطق.. وبكلمة واحدة، حتى ثبت جيش متخاذل مهزوم، وهزم جيش متمرس مدعوم، وتوحد شعب متناحر مك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك