المقالات

الرعب الأعلامي..!

1595 2019-02-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

كناتج عرضي مثلما تنتج المصانع، أنتجت التحولات الوطنية الكبرى والأزمات السياسية والفتن والمشاكل الداخلية.. المحللين السياسيين، هؤلاء قد اقتحموا فجأة في حياتنا، مثلما إقتحمتنا القنوات الفضائية، ويبدو أنهما توأمان، فالقنوات الفضائية لم نكن نعرفها في زمن القحط ألصدامي، ولكنها بعد زواله اقتحمت حياتنا.

كذلك المحللين السياسيين لم نكن بحاجة إليهم في ذلك الزمن، لأن الأمور لم تكن بحاجة إلى تحليل، ثم من كان بمقدوره أن يقول للسبع أن حلقك نتن الرائحة؟! ولكنهم اليوم يقتحمون حياتنا بالتوافق والتآزر مع القنوات الفضائية، وكأن بينهما حلفا وآصرة توافقية؛ مثلما يقول علماء الكيمياء التحليلية!

نعود إلى المحللين الذين ظهر فيضهم، وسطعت نواصيهم في القنوات الفضائية، وانبروا لـ"فكفكة" الشأن العراقي، ومتعلقاته من الفتن والحوادث الإرهابية، وكأن أحدهم عليم خبير بكل شاردة وواردة.

لقد حللوا وجمعوا وطرحوا وقسموا وضربوا، وطرحوا أحاديث بما يعلمونه ولا يعلمونه، لكنك تكتشف فيما يطرحون أنهم لم ينسوا مسك العصى من الوسط!

كلامهم عائم غائم، ومعظمهم إن لم يكن كلهم؛ يتحدث بلهجة واحدة وبوجهة نظر واحدة، وتكتشف ـ بعد إصابتك بالصداع ـ مدى التناقض بين وظيفة المحلل السياسي الحقيقي، وبين ما يطرحون من فراغ كلامي و"تسفيط حجي" أقضوا به مضاجعنا، أكثر مما أقضته الحوادث والتغيرات التي مرت بنا..

وأستمع إلى أحدهم وستصاب بالرعب، وكأن القيامة قد قامت، وأن الآزفة أزفت، وأن القارعة قد قرعت، وأن الحاقة قد حقت..فقد راسلني صديق عراقي مقيم في أستراليا مستفسرا عمن بقي حيا من معارفنا!

عندما قلت له أن الأوضاع عندنا مقبولة إن لم تكن طبيعية، وأن ما يحدث هنا هو أقل مما يحدث في نيويورك مثلا، قال لي لعنة الله على المحلل السياسي "فلان"، فقد أرعبني وجعلني أعتقد أن العراقيين "خلصوا"؛ أي ماتوا عن بكرة أبيهم!...

كل هذا في كفة، ولكن الكفة الأخرى هي ثقتهم الزائفة التي يظهرونها، وبما يوحي أن ما يقولونه كلام منزل، ولا يمكن أن يأتي إلا ممن عنده أم الكتاب وخفاياه... 

غريب الأمر أن أحدهم ظهر في فضائية تبث من القاهرة بعنوان عراقي وهو يعلك العلكة... تماما مثلما يلوك الكلام!..

كلام قبل السلام: تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتا أطول، لأن بعضنا يعرف عنها أكثر مما يعرفه عن المسائل الهامة..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك