المقالات

لماذا يعادي "العربان" إيران؟!

1737 2019-02-07

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

قبل عام 1979؛ أي عام الثورة الإسلامية في إيران، كانت السفن الإيرانية الحربية، تجوب بحر العرب ومياه خليج عمان، ما كانت تهيمن هيمنة مطلقة على"الخليج العربي" أو "الفارسي"، سمه ما شئت؛ وكانت مهمة إيران وأسمها في الأوساط الدولية؛ هو"شرطي الخليج".

كان أعراب الجزيرة العربية والخليج، وبضمنهم العراق آنذاك، "فرحين مستبشرين بما آتاهم الشرطي"؛ كيف لا وهو الحليف القرب لسيدهم الأمريكي، الذي أوكل أليه، مهمة أمن الخليج..ولقد كانوا يحضرون الولائم، وينحرون نوقهم وأباعرهم، لمقدم أية سفينة حربية إيرانية لأحد موانئهم، حينما كانت تلك السفن، تجوب مياه الخليج طولا وعرضا، وتدخل أي ميناء بلا إستئذان.

نتذكر كيف كان محمد رضا بهلوي؛ "شاهنشاه أريا مهر"، يتعامل بنرجسية عالية، وإستعلاء فج مع العربان، وكان هؤلاء مستسلمين تماما لغطرسته وعنجهيته، ونتذكر كيف ذهبوا جميعا مهرولين، محملين بالهدايا والنذور الى خيمة برسيبيليوس، حينما أحتفل الشاه بمرور 2500 عام؛ على تأسيس الأمبراطورية الشاهنشاهية الإيرانية، على يد سايروس ( كورش ) ..(جشن‌های ۲۵۰۰ سالهٔ شاهنشاهی ایران)، وللتذكير أيذا فإن ذلك الإحتفال الأسطوري،  جرى إبتداءا من 12 أكتوبر إلى 16 أكتوبر عام 1971م.

ما زانا في ذكريات الدهن والدبس..!..ونحن في 21 ديسمبر 1959، عندما تزوج الشاه من فرح ديبا، يومها تسابق ملوك وسلاطين؛ وأمراء ومشايخ الجزيرة العربية والخليج، الى تقديم الهدايا، كيف لا و"ديبا" جميلة الجميلات، وكان جل ما يتمنون، هو رؤية وجهها الجميل وقامتها الفارعة، بعد ذلك بثماتي سنوات، أي عندما توجها الشاه كـ"شاهبانو" عام 1967، كان ذلك يوم سعدهم، ولم تبق جوهرة أو قلادة ذهبية، أو سوار مرصع بأحجار كريمة لديهم، فقد أهدوها بفرح غامر الى الشاهبانو، وكان من بين الهدايا حذاء ذهبي، مرصع   بالياقوت أهداه الملك السعودي!

أيامذاك؛ كانت مستويات التبادل التجاري مع أيران، على أعلى مستوياتها، والى جانب ذلك؛ كان التبادل الثقافي متقدم جدا؛ وكانت مدن الخليج ترطن جميعا باللغة الفارسية، وكانت تنام وتصحوعلى صوت "كوكوش"، تغني لهم "أم نمي دام".

 نشير هنا؛ الى أن التبادل الثقافي في التفكير العربي، يعني بشكل أساس بالغناء والرقص؛ أكثر من ما يعنى بالشعر والأدب والمسرح، وغيرها من المعارف الراقية، وذلك لأن تبادل المعارف الراقية لا يرضي غرائزهم، فضلا عن كونه خطر عليهم وعلى عروشهم الفاسدة!

هذا الحال الرغيد؛ تغير بسرعة فائقة وبـ 180 درجة، عام 1979، حينما أزيح الشعب الأيراني، صديقَهم الحبيب شاه إيران عن عرش كورش، وفورا وبلا إنتظار أعلن العربان، العداء الصريح لجمهورية إيران الإسلامية.

لقد كان العداء وما يزال مستمرا؛ لأن الثورة الأسلامية جاءت بثقافة جديدة، وبنوع جديد من العلاقات مع الشعوب المسلمة، توقم على ثوابت الأسلام، وعلى تبادل ثقافي راق، ليس بينه الغناء وهز البطون، وتقوم ايضا؛ على أساس التصدي الحازم، للصهيونية العالمية وإسرائيل ومن يقف ورائها، وطبعا هذا كله ليس من متبنيات العربان، ولا يقع ضمن إهتماماتهم، ولذلك هم يعادون إيران منذ 1979.

كلام قبل السلام: البشر ولخيبتهم ؛ يتعاملون مع التاريخ كقصة ورواية للتسلية..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك