المقالات

من يصافح البعثيين مجرم مجرم مجرم..!

1729 2019-02-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

الخدعة يمكن أن تمرر لبعض الوقت، لكنها بالتأكيد؛ لا يمكن أن تستمر لكل الوقت، ومن يتصور أن سنوات الجمر والرصاص، ذهبت دون أن تخلد نفسها يركب مركب الوهم..

لقد أعتلى البعث ظهورنا أربعين عاما، إبتدأت عام 1963 وانتهت عام 2003، نشأت خلالها أربعة أجيال، وعاش أثنائها أربعة أجيال سبقت، بمعنى أن ثمانية أجيال عمرها ثمانين عاما، عاصرت البعث بكل آثامه وآلامه.

ذاكرة العراقيون ما تزال غضة ندية، فالضلوع تحتبس الألم مثلما تحتبس البرد، وسحق أبناء شعب الوسط والجنوب في الأنتفاضة الشعبانية، ما يزال ماثلا مثول المقابر الجماعية التي لم تنبش كلها بعد، ولن يستطيع الكورد الفيليين، التوقف عن التفتيش عن أحبتهم، الذين غيبتهم اللحود التي شقتها بلدوزرات النظام الصدامي، في أرض تبعد عن مساكنهم أكثر من 500 كيلومتر، ومن قال بان سجن الرضوانية؛ والشعبة الخامسة وزنازينهما المظلمة قد باتت من الماضي؟ ومن قال أن الأيادي التي سلخ الجلد من لحمها قد شفيت؟

من قال...من قال..؟!

 أسئلة كثيرة تطرح نفسها, نتيجة التناقض الصارخ، ما بين الشعارات التي ترفعها الطبقة السياسية بلا ملل، وخلفا جوق الأبواق الإعلامية؛ التي تنعق خلف كل ناعق.

الغصة عظم يعترض البلعوم، هل هو أمر مشروع وواقعي هذا الذي يحدث اليوم؟ ومن أين يستمد مشروعيته وواقعيته، أذا كان مشروعا وواقعيا؟.. فلقد تجرع شعبنا ما يكفي من الغصص، على يد زمر النظام الصدامي، وشرب حتى الإرتواء من كاس الذل والقهر، والجوع والبطالة والقمع الممنهج, ولم يعد ممكنا أن يراهم مرة أخرى، في واجهة التأثير بمصيره.

لقد أعطيناهم فرصة امتدت لإربعين عاما، من 1963 ولغاية 2003، لكي يطبقوا منهاجهم في الحكم، وكانت النتيجة أشلاء وطن وبقايا شعب..

البعث صار ماضيا، لكنه ماض حالك السواد، لا نريد أن يطل علينا مرة أخرى، عبر شعارات المصالحة الوطنية، او طي صفحة الماضي، أو عبر البوابة العروبية، فهذه لعبة ممجوجة مطروحة اليوم في الساحة السياسية، ليمرر من خلالها مخطط عودة رجال حقبة الآلام والآثام، وإلا ما جدوى عمل وزارةالخارجية على إعادة "تبعيث" السلك الدبلوماسي العراقي الخارجي، وماجدوى الكيل بالهبل بالرواتب لفدائيي صدام ومنتسبي أجهزة البعث القمعية، وما سبب صمت هيئة المسائلة والعدالة عن تصدر آلاف البعثيين لقيادة العمل الأداري في الدولة العراقية؟!

حديثنا هذا ليس أشلاء عواطف، بل هو عن معلومات مؤكدة، ان ثمة نشاط خفي تقوم به جهات رسمية، للعمل على مد جسور الثقة مع البعثيين، و"الرسميون" الذين ذهبوا الى الدوحة، لم يذهبوا لشراء دشاديش، والذين يذهبون الى الرياض، لم يذهبوا للتسوق، بل هم ذاهبين وفقا للإتفاق سياسي، ومن يقول أن بند المصالحة مع البعث، ليس من بنود الإتفاق كذاب أشر!

ما يتفق القادة السياسيون عليه؛ ليس شيئا مقدسا، وهم ليسوا مخولين من الشعب لصناعة غده، فهذا شأننا وليس شأنهم!

كلام قبل السلام: أذا كان لابد من أمر؛ فليذهبوا الى الدستور، ولينقبوا فيه عن فسحة للتصالح مع البعث، ولن يجدوا شيئا بالتأكيد، فالدستور جرم البعث، ومن يصافح البعثيين مجرم مجرم مجرم!..

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك