المقالات

صفحات من زجاج، لا تطوى إلا بالكسر..!

1458 2019-02-05

كاظم الخطيب


ليس بالشيء الصعب مطلقاً أن تضحي من أجل أحدهم، ولكن الصعوبة في إيجاد من يستحق التضحية .. كما هو ليس باليسير أبدا أن تسامح من قتلك، وأحييته، ثم عاد ليقتلك، (كلا إنها كلمة هو قائلها)، ومن وراهم حساب إن شاء الله عسير.
إلى جلادي اللئيم، إلى كل عتل زنيم، إلى كل متبرم برغم جراحاتي النازفة، التي لم تندمل، ورغم معاناتي الحاضرة التي لم تندرس، ورغم تفاخر هذا الجلاد بما إقترفته يداه بحقي وبحق قومي، إلى كل الذين يدعونني إلى طي ألمي وبؤسي وثأري، أقول لهم تباً لكم، وتباً لما تدعونني إليه.
انها ذنوبكم التي لا تسعها مغفرة، إنها ذنوبكم التي نصت عليها كتب الله: القرأن، والإنجيل، والتوراة، والزبور، ذنوب هي حد الإلحاد، وهل للإلحاد من مغتفر؟ 
الإلحاد ذنب قد يقترفه أغلب الموحدون، فالإلحاد فعلاً لا قولاً؛ هو أنه لا يمكن لك أن تقدم على ذبحي؛ إلا إن تنكر وجود خالقي، الإلحاد هو أن لا تسلب عني ما أملك؛ إلا أن تنكر وجود رازقي، الإلحاد هو أن لا تتجرأ على ظلمي؛ إلا أن تنكر وجود رب عادل، الإلحاد هو أن لا تطلب مني صفحاً؛ ألا أن تنكر دستور الله بالقصاص وإن في القصاص لحياة.
لابد من قصاص عادل، لابد من تسوية الأمور قبل البدء بصفحة جديدة، والشروع ببناء مجد جديد، مجد شامل لا أمجاداً شخصية، مجد حقيقي لا أمجاداً وهمية خرافية ما أنزل الله بها من سلطان.
هلموا نطوي إذاً تلك الصفحات شريطة إن تكونوا أنتم قادرون على طيها، أو إنكم لم تكونوا قد سخرتم- ومازلتم- كل إمكانياتكم حقداً لتقويض حكومة العراق كونها بحسب- فهمكم الهمجي- حكومة شيعية، وما وصل العراق إليه اليوم وما خسره من مجد ودماء، إلا لحرصكم على عدم طيها، والثأر لجرذ بائس، قد نال محاكمة عادلة، على رؤوس الأشهاد.
أكبر طاغية في تأريخ العالم، جلاد من الطراز الأول، شجاع في سفك دماء الأبرياء العزل، رعديد بوجه سلاح الشرفاء، نال أعدل محاكمة في تأريخ العالم، لم يحضَ بها حتى من كان أشرف منه وأرفع.. لم يحضَ بها من قال له( عفا الله عما سلف)، فإنما هو ظالم بين رحمتين؛ رحمة العفو، ورحمة العقاب.
مع ذلك؛ مازالت حناجركم تصدح بتمجيده، وبالترجي اللئيم لو إنه كان موجوداً، ومازال جلادكم صفحة من زجاج بيننا وبينكم، لا تطوى ألا بالكسر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك