المقالات

كيف نفلت من الدوامة..!

1397 2019-02-04

قاسم العجرش

 

لا ريب أن وصف الدوامة لما نحن فيه من مشكلات سياسية؛ منطبق تمام الأنطباق، مع الواقع الراهن الذي نعيشه..الدوامة التي نتحدث عنها تولدت نتيجة لسببين؛ الأول هو عدم ضبط الحكومة المركزية، لعلاقاتها مع الشركاء الأكراد.

الشريك الكردي، يتصرف بوضوح ومنذ إنطلاق الدولة العراقية؛ بنسخة عام 2003على أنه شريك مؤقت، يتصرف في اغلب الأحيان لمصالحه وليس لمصلحة الشراكة، وبناء دولة عراقية دائمة لشعب واحد بثقافات متعددة.

  إذا وضعنا في حساباتنا ما تقدم؛ أن ندرك أن عدم ضبط العلاقة بين المركز والأقليم، وتوصيفها التوصيف المُستحق، وعدم تنفيذ المادة 140 من الدستور؛ وفر للساسة الأكراد أجواءا مثالية، لأن يمضون قدما في نهش لحم الدولة العراقية، ومعها العمل بقوة وثبات على نهش الجغرافية العراقية، الى مستويات جرأته على المطالبة بمناطق لا يشكل فيها الأكراد إلا نسبة ضئيلة، وها نحن نسمع من مسؤولين أكراد، بأن حدود جغرافيا العراق لا تتعدى جنوب تكريت..!

السبب الثاني للدوامة التي نعيشها؛ هو نزوع جميع الأطراف السياسية، نحو وسائل الإحتقان السياسي، للوصول الى إستحقاقاتها، التي تطرحها بسقوف عالية جدا، الى مدى يجعلها غستحقاقات مرفوضة من الأطراف الأخرى ..!

لكن السؤال الذي يتعين أن نبحث عن إجابة له هو:ما هي طبيعة العلاقة بين الاستحقاق السياسي، وأولوية أنهاء الإحتقان السياسي؟ والسؤال يشكل آخر: أي منهما له اولوية على الآخر؟

المفترض وفي ظل التسليم بالمبادئ الديموقراطية، التي ترسخها الممارسة العملية، فأن نتائج الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لانهاء الإحتقان.

هذا في ظل الظروف العادية، ولكن في ظروف إنتقالية مثل التي يمر بها العراق، ونجاح الإحتقان في ترسيخ وتوليد ذاته، فاننا أصبحنا أمام حالة شاذة سياسيا, ومنها الجدل العقيم الذي ندور في دوامته، ولا نعرف كيف نخرج منها.

لقد أخترعنا ديمقراطية لم يعرفها غيرنا، ألا وهي الديمقراطية التوافقية، حيث يشارك جميع الفرقاء في الحكم، الأمر الذي أنتج حكومةوبرلمان ضعيفين، لأنهما وقعا في اسر الحلول التوافيقة، التي غالبا ما تستعصي.

لكن أستعصت الحلول التوافيقية، هل يتعين علينا أن نبقى رهائن الاختلاف والإحتقان؟ ومهما كانت الاعتبارات السياسية،  التي قد تدفع للإختلاف والانقسامات قائمة، فهل ثمة جدال في التأكيد على اهمية الإلتزام بالدستور كلا لا جزء،ا مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك الإلتزام؟

كلام قبل السلام: أوَ ليس مبدا السمو الدستوري، يجب أن يعلو على مبدأ السمو السياسي؟.إذا سلكنا هذا السبيل، فعندها  يتم تأكيد شرعية كل طرف..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك