قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
الثورة الإسلامية اليوم، شاب عمره أربعين عاما، مفتول العضلات قوي البنيان، قادر على إنجاز أصعب المهام وأعقدها، فضلا عن أن هذا العمر بالتحديد، يشكل بداية الدخول بالنضج والحكمة، والقدرة على صناعة قرار رصين، يحسب كل الإحتمالات، وهذا ما كان على اوضح صورة، في مفاوضات النووي الإيراني مع القوى العالمية الكبرى.
تعيش أيران الإسلام هذه الأيام، ذكرى أنتصارالثورة الأسلامية الشعبية، التي قادها الإمام الراحل، العالم الرباني السيد الخميني(رض)، في (11شباط /فبراير 1979).
لقد تمكنت الثورة الإسلامية، من إزالة أقوى نظام قمعي ديكتاتوري في المنطقة، مع انه كان مدعوما من قوى كبرى, وبرغم إمتلاكه خامس جيش في العالم، وعدد كبير من الأجهزة الأمنية القمعية، ومئات آلاف من الجلاوزرة المنتفعين.
رغم إختلافات الرؤى نحو هذه الثورة العملاقة، وهي إختلافات في أوساط شآنئيها فحسب، إلا أنهم جميعا يتفقون على ان هذه الثورة، محت من خارطة الوجود والتأثير، ركائز النفوذ الأجنبي من إيران، وحجمته في المنطقة.
صنعت الثورة نظاما سياسيا فريدا في إيران، يقوم على قيم العدالة المرتبطة بمنظومة الحقوق والواجبات، فضلا عن كونه نظام سياسي مستقل، خرج بإيران من قيود تحكم القوى الكبرى، بل وتحولت إيران في ظل هذا النظام، الى قوة كبرى ولاعب عالمي رئيسي.
إن الخصوصية الدينية المذهبية للمجتمع الأيراني، قد لعبت دورا بارزا، في إدارة حراك الثورة الشعبية، لكن جموع الثورة المليونية، ماكان لها أن تنهض نهضتها الكبرى، وتنتصر في اهدافها، لولا أنه جل في علاه، قد قيض لها القيادة الربانية التي إستنهضتها، ووجهت حراكها التوجيه الصائب.
إن الراحل العظيم الإمام الخميني رضوانه تعالى عليه، كان قائدا كبيرا من نمط خاص، فقيها زاهدا، عقلا نيرا، تميز بصفات شخصية، لايمكن توفّرها بسهولة في كل مجتمع مسلم, بل ولا يتكرر بسرعة، حتى في نفس المجتمع الأيراني، بل في العالم الإسلامي ايضا..
إن لحكمة وشجاعة القيادة الأسلامية في إيران، عند أتّخاذها للمواقف المصيرية، في اللحظات الحرجة والخطيرة من مسيرة الثورة, دورا حاسما في إمتداد الثورة، وبقائها قوية نشطة فاعلة متجددة، على مر سبعة وثلاثين عاما من عمرها المديد.
العامل الحاسم بعد رحيل الإمام الخميني (رض)، في إستمرار الثورة وديمومتها وديناميكيتها، تمثل بأستقامة قيادة الإمام الخامنائي، ونزاهتها الأخلاقية، وأمتلاكها العدالة والتقوى, وأحاطتها التفصيلية والدقيقة بالواقع القائم, خاصة فيما يتعلق بمجال حركتها, فضلا عن كفاءتها التنظيمية والأدارية، وحسن تدبيرها، وأمتلاكها لخصائص القائد الناجح, ووعيها السياسي العالي العميق، لمكائد وخدع وأساليب الأعداء الماكرة, وأمتلاك الحصانة السياسية والأخلاقية ضدها.
لقد تميزت الثورة بأنها استلهمت التفاصيل الدقيقة للإسلام، وهذا يمثل سرها المكنون..
كلام قبل السلام: السلام على روح الله وعلى احباب الله وعلى صراط الله وعلى ضياءه ووحدانيته..
سلام..
https://telegram.me/buratha