قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
قبل نهاية 2011، ولتسع سنوات مستمرة، كانت طائرات الهيليكوبتر، والأستطلاع والتصوير الجوي الأمريكية، تجول في الأجواء السومرية.. كانت تنبش أرضنا بمسابيرها، بحثا عن دواخلها ودواخلنا..!
كانت العيون الأمريكية وربما ما زالت! تنغرس عميقاً في كل مكان من أرضنا، شبرا شبرا..بحثت تلك الطائرات في التاريخ وعنه، بحثت في المقابر عن الأموات وعن أجدادهم، بعضها كان له أنوف تشم رائحة الثروات، المدفونة في أعماق أرضنا!
مرة كان عاشق جنوبي يأن بنايه، على حافة غدير جاف، على محبوبته التي رحلت مع أهلها صوب بغداد، بحثا عن وهم عيش كريم، وبينما كان متماهيا مع أنينه، مرت فوقه على علو منخفض، طائرة هليكوبتر أباتشي، يجلس أحد الحنقبازات الكاوبوي، على بوابتها بنظارتين سوداوتين، مدليا قدميه المدسوستين في جزمتين ثقيلتين..احس الجنوبي بعار الجزمتين فوق رأسه، فتمنى ساعتها أن يفعل شيئا ما أزاء هذا العار، تمنى أن يمد يده، ليمسك بالطائر الغريب ويطيح به بعيدا..
فعلها ومد يده عسى أن يتمكن؛ الصعاليك ظنوا أنه كان يحييهم! فرفعوا أيديهم تحية..رفض الجنوبي عازف الناي تحيتهم، وعبر عن رفضه بأن بصق عليهم..
كان كل ذلك يجري بسرعة..شعر الصعاليك بالأهانة، فأستداروا دورة كاملة، وهبطوا بطائرهم الغريب، على بعد عدة عشرات من الأمتار عن صاحب الناي، نزلوا من طائرهم وتقدموا نحوه، شاهرين بنادقهم بوجهه، حينما أقتربوا منه، هب واقفا على قدميه، طلبوا منه أن ينكب أرضا منبطحا على وجهه، لم يفهم ما أرادوا، صاحوا به مرة ثانية وثالثة، لم يفهم أيضا ما كانوا يزعقون به، فأطلقوا عدة رصاصات فوق رأسه، الرجل لم يأبه لرصاصاتهم، فقد كان معتادا على صوت لعلعة الرصاص، الذي يطلقه رجال قبيلته، في مراسم تشييع موتاهم، وفي أفراح زواج أبنائهم!
عجب الكاوبوي من رجل لا يخاف الرصاص، فأطلقوا وابلا منه تحت قدميه، كما كان يفعل الممثل "بود سبنسر" في أفلام الكاوبوي مع خصومه، حينما كان يرقصهم برصاص مسدسه الويبلي الذي لا تنفذ رصاصته، مع أنها ستة فقط!
لم يرقص صاحب الناي ولم يهتز، تقدموا نحوه، فوقف بوجوههم، رافعا صدره متمسكا بنايه، أمسكوه وأسقطوه أرضا ،ليشبعوه ركلا ببساطيلهم، الى أن غاب عن الوعي.
ظن الكاوبوي أنه مات فرحلوا..بعد سويعات من فقدان الوعي، أستعاد الجنوبي وعيه، كان مهشم الأضلاع، يشعر بألم لا تتحمله الجبال في خاصرته، التي تلقت معظم الركلات.
لكن أول شيء فعله، وهو يستعيد وعيه أنه تفقد نايه، كان الناي لا يزال موجودا في يده اليمنى.. بعد عدة أيام صار الناي قاذفة R.B.G.7..!
كلام قبل السلام: الـ R.B.G.7اليوم أينعت ونمت وكبرت، وباتت قاذفة أنبوبية من طراز 107.. وهي برسم الخدمة إذا عادوا..!
سلام...
https://telegram.me/buratha