قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
تتعرض الشعوب المتجاورة، لأسباب خارجة عن إرادتها ولا ترغب بها، الى مشاكل تضعها أمام خيارات صعبة، من بينها اللجوء الى الحروب، كوسيلة بائسة لحل تلك المشاكل، لكن في نهاية المطاف؛ ليس امام الشعوب الى العودة الى الفطرة الأنسانية.
الفطرة الإنسانية للمتجاورين، شعوبا أو قبائل، أسرا أو أفراد، هي فطرة التعايش على الخير بينها، وفطرة التعايش الإيجابي، هي السائدة بين الشعوب.
التعايش الإيجابي يصنع مصالح مشتركة، تعزز الروابط بين الشعوب، وتتطور تدريجيا الى آمال مشتركة.
كان قدر الشعبين الجارين المسلمين: العراقي والإيراني؛ ان تسحقهما حرب ضروس في ثمانينات القرن الفائت، أندلعت لأسباب معروفة، في مقدمتها تعاظم النزعة العدوانية لنظام العنجهية الصدامي، وقيامه بتنفيذ متقن لمخطط مكشوف، رسمته له قوى الأستكبار العالمي، المتحالفة مع قوى التخلف والإنحطاط، في الخليج والجزيرة العربية، كجزء من المخطط الأكبر، الذي يصب في النهاية دائما، شأنه شأن كل المناورات والمخططات الغربية، في مصلحة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية المسلمة.
لكن وبإستنفاذ الحرب المفروضة على الشعبين أغراضها، وتحقيقها أهدافها المرسومة بتهديم قوة العراق العسكرة والإقتصادية، وتعطيل الدور الريادي للجمهورية الإسلامية في إيران، ولو الى حين، فإن الشعبين الجارين؛ وما أن صمتت مدافع الحرب، ونزع الجنود بيرياتهم، حتى شرعا بترميم العلاقة الأخوية بينهما، كجارين عليهما أن يستمرا في جيرتهما الأزلية.
واذا كان ركام الحرب؛ قد قمع تكوين علاقات على أسس صالحة، أساسها التفاهم والبحث عن المشتركات، فإن زوال نظام صدام من خارطة الوجود، قد أتاح للشعبين الإنطلاق بعلاقتهما الى آفاق أرحب، وكانت الزيارات المتبادلة بين قادة ومسؤولي البلدين عنوانا لتلك الآفاق.
اليوم تُعَمَدُ هذه العلاقة بالدم، وها هو الشعب الإيراني الشقيق يضع إمكاناته كلها، تحت تصرف العراق بحربه لتحرير أرضه، من الإحتلال الوهابي الداعشي، بل وها هم أسود خراسان معنا، في جبهات القتال؛ يقدمون شهيدا أثر شهيد، في قافلة بدأت ولن تنتهي، إلا بالنصر الناجز على أعداء الإسلام والإنسانية، من الدواعش الوهابيين.
غير أن بعضا من الذين ما زالت العقلية الصدامية، تعشش في رؤسهم، لا يرتضون نموا طبيعيا لتلك العلاقات، وما يزال هؤلاء يحلمون بقادسية جديدة، يساق فيها الشباب الى مطحنة، الحروب كما تساق النعاج الى المسالخ..
إنها اصوات نشاز ليس إلا، وبومة حرب تقلدت لامتها المهترئة، سيضطرون الى خلعها مرغمين!
لن يكون بعد اليوم بين أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، إلا ما رأوه في تدفق أربعة ملايين ونصف مليون زائر إيراني، عبر بوابات الحدود مع إيران، في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، وكأن لا حدود بين البلدين الشقيقين!
كلام قبل السلام: في مباراة فريقي كرة القدم الأخيرة للبلدين، وبعد إنتهاء المباراة بفوز الفريق العراقين كان لاعبي الفريقين يحضن أحدهم الآخر، وكأنهما فريقي الجوية والزوراء !
سلام..
https://telegram.me/buratha