المقالات

المخدرات.. القاتل بصمت!


علي فضل الله الزبيدي

 

إن العراق يواجه ومنذ عام 2003 حروب مفتوحة، بإتجاهات مختلفة ومتعددة، كل تلك الحروب بدأت تهدد أمنه، فبالإضافة لحرب الإرهاب وما سببته من ويلات للشعب العراقي، على كافة المستويات والأصعدة، هنالك تهديدات لا تقل خطورة وفتكا" عن ويلات الإرهاب والإرهابين، كتوريد الأدوية المنتهية المفعول او المحضورة من قبل منظمة الصحة العالمية، عبر القطاع الخاص دون أن تفحص في مختبرات الرقابة الدوائية المركزية، وكذلك إستيراد اللحوم المحضورة بشريا" وحتى الأغذية المعلبة المنتهية الصلاحية وغير المفحوصة كثيرا" منها، ولكن يبقى التحدي الأكبر الذي يهدد البلاد، هو آفة المخدرات القاتلة.

إن للمخدرات خصوصية كبرى لدى دول العالم بأسره، لما تشكل من تهديد خطير للمنظومة الأمنية، كونها تستهدف أرواح البشر، وكذلك المنظومة القيمة والأخلاقية لأية مجتمع، وتخلق بيئة خطيرة لنمو العصابات والجريمة المنظمة، فمثلا" في كولمبيا أصبحت المافيات تزاحم الحكومة في سلطتها، إن لم تكن هي الحكومة بعينها تلك المافيات، ففي الدول التي تربو وتنشط فيها تجارة المخدرات، كما فعل (بابلو أسكوبار) في كولمبيا، حيث تسبب هذا الرجل ومافياته، في خلق جو إرهابي من أجل ضعضعة أمن كولمبيا، كي يروج لتجارة المخدرات في بلاده، وعموم دول العالم بل وصل تأثير هذه المافيا، إلى الشرق الأوسط في سبعينيات القرن الماضي، عبر تعاون مع شركة إسرائيلية تسمى (سبيرهيد)، مستغلة الحرب اللبنانية الأهلية، ليدخل هذا الفاتك الصامت جسد الدول العربية.

الملاحظ في تجارة المخدرات، إنها تنشط في الدول التي تعاني من فوضى سياسية وإضطرابات أمنية وحروب عسكرية، لذلك نلاحظ إنها بدأت تنتشر في العراق بعد عام 2003، مستغلة حالة الفوضى العارمة التي خلقتها الولايات المتحدة الأمريكية، عبر حاكمها بول بريمر وقيامه بحل الوزرات والأجهزة الأمنية، لتكون الحدود العراقية مكشوفة للقاصي والداني، ويكون العراق سوق رابحة لهذه التجارة البشعة التي بدأت تفتك بالمجتمع العراقي، لما لها من أثار خطيرة جدا"، ولما تتركه من أثار سلبية على مجالات عدة.

ما المطلوب لصد هذا العدو القاتل بصمت، القادم من خارج الحدود، عبر موزعون متخصصون لهذه التجارة داخل الأرض العراقية، أعتقد نحتاج لخطوات سريعة ودقيقة للحد من هذه الأفة القاتلة للجموع البشرية وكالأتي:

1_ تفعيل دور الهيئة الوطنية العليا لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، التي أقرت ضمن قانون المخدرات رقم 70 لسنة 2017، وزيادة الدعم المادي والمعنوي لهذه الهيئة.

2_ تكثيف إجتماعات هذه الهيئة من أجل الأطلاع على مستوى التحديات والمنجزات بهذا الخصوص.

3_ عقد أتفاقيات مع دول الجوار، من أجل تبادل المعلومات والتعاون الأمني بخصوص الحد من الأتجار بالمخدرات، بل من المفترض تقليل التبادل التجاري مع الدول التي تكون أرضها منطلق لتوريد المخدرات للبلاد.

4_ ضبط المنافذ الحدودية وتطوير القابليات الضبطية لرجال الكمارك، ورفدهم بأحدث أجهزة الكشف.

5_ زيادة المكافئات المالية لرجال الأجهزة الأمنية والكمارك وحتى المواطنون، الذين يسهمون بالكشف عن عصابات المتاجرة بالمخدرات.

6_ تفعيل الدور الرقابي المشترك بين وزارتي الصحة والداخلية، على الأماكن التي تشكل أرض خصبة لأنتشار تجارة المخدرات وتداولها، كالمقاهي والكوفيات والنوادي الليلية والمساجات، وكل الأماكن التي تكون موضع شك لهذه التجارة القاتلة، وإيقاع أقسى العقوبات للمتاجرين بالمخدرات .

7_ تكثيف الحملات الدعائية لبريز أثار المخدرات على الذين يتعاطونها، من خلال أفلام وثائقية حملات إعلانية، دون التعرض أو إظهار طريقة أو كيفية أخذ المخدرات، لكي لا تكون تلك الإعلانات طريقة للترويج للخدرات، فقط إظهار أثارها السلبية البشعة مجتمعيا" وصحيا".

8_ وتبقى النقطة الأهم، هو الجهد الأستخباري الذي يستطيع ان يخترق مافيات المخدرات، ويستطيع أن يرفد الأجهزة المتخصصة بأسماء الأشخاص والشركات والعصابات التي تكون المورد لهذا السم القاتل للعراق وشعبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك