المقالات

المرجعية الدينيةوالحشد عقبات الاعداء 

1517 2019-01-25

علي الطويل


عندما كتب بريمر مذكراته الشهيرة بعد انتهاء مهمته في العراق ، كحاكم مدني لسلطة الاحتلال ، والذي اسماه عام قضيته في العراق ، افرد فصلا كاملا فيه اسماه ؛ الاصطدام بالحائط ؛ ليتحدث فيه عن المرجعية الدينية ودورها في قلب الطاولة على اجندات المحتلين وخططهم التي جائوا بها الى العراق .

 كان ضنهم انهم سيستبدلون نظام حكم البعث بنظام مفصل بمقاسات خاصة حددوها بانفسهم ، ولكنهم اصطدموا بموقف حازم من المرجعية الدينية التي قالت كلمتها ان الحاكم يختاره الشعب ، والدستور يكتبه العراقيون بانفسهم الامر الذي جعلهم يتراجعون عن خططهم واجنداتهم المرسومة ، ومنذ ذلك التاريخ بدا الامريكان واذنابهم بالتفكير مليا قبل الاقدام على اي خطوة يخطونها ، وبدأ كذلك التخطيط في كيفية التخلص من مواقف المرجعية الدينية ذات التاثير الكبير في نفوس العراقيين . ومن ذلك الحين بدات حربهم الشعواء ضد المرجعية الدينية ومواقفها المشرفة ، يتبعهم في ذلك جيش جرار من الفاسدين والنفعيين والعملاء ممن ارتبطت مصالحهم باجندات الاعداء . 
وعند احتلال داعش لثلث اراضي العراق ، وهو المشروع الامريكي الذي اريد به رسم خارطة جديدة للمنطقة يكون بوابته العراق ، جائت اللكمة ؛ هذه المرة وليست صفعة ؛ فاصطدموا بموقف تاريخي عظيم بفتوى المرجعية المباركة بالجهاد الكفائي وتاسيس الحشد الشعبي ، الذي قضى نهائيا على احلام الاعداء بتمزيق البلاد وابتلاع ثرواتها وطمس تاريخها ، فكان شوكة مؤذية في عيونهم ، وكان مرصدا لكل تحركاتهم وخططهم .

ما ان اعلن النصر حتى بدات ابواقهم المسمومة وصفحاتهم المشؤومة ، وجيوش العملاء الالكترونية التي يديرونها من وكر الخبث في السفارة الامريكية، بدأ نفث السموم تجاه المرجعية الدينية والحشد الشعبي وبشكل اكبر . فانشأت مئات الصفحات الالكترونية والمواقع والفضائيات ، وجندت جيوش من الادمنية والصحفيين والاعلاميين ليكونوا ادوات هذه الحملة الشعواء التي قل نظيرها في تاريخنا المعاصر ، وكانت المرجعية الدينية والحشد الشعبي المادة الاساسية لما تتناوله تلك الصفحات المؤجورة والمواقع الخبيثة .

اخيرا حكومة السيد عادل عبد المهدي كان لها ركنا اساسيا في التسقيط والتشويه الذي تمارسه تلك المواقع ، ولعل المراقب يستطيع تشخيص ذلك بكل يسر ويعرف الاهداف بكل وضوح . فالحط من مكانة المرجعية الدينية وزجها في اسباب المشكلات وتحميلها مسؤولية المعانات والحرمات والسوء الذي يحصل في البلاد ، وتشويه سمعة الحشد الشعبي والاساءة اليه وبشكل ممنهج وتحميله اخطاء لم يرتكبها.

كل ذلك من اجل زعزعة ثقة الشعب بهذين العنصرين من عناصر قوة العراق في الوقت الحاضر ، لتاتي الخطوة التي بعدها فلا صوت المرجعية يسمع ، ولا سند جماهيري للحشد لكي يتصدى لما هو مرسوم ، وبذلك يحقق الاعداء مايحلمون به ؛ او هكذا ضنهم ؛ اما حملتهم ضد حكومة السيد عادل عبد المهدي التي لم تكتمل بشكل كامل ولا زالت في بداية مشوارها ، فان اهداف ذلك ودواعيه لايختلف عما ارادوا به من استهدافهم للمرجعية الدينية والحشد الشعبي ، اذ ان السيد رئيس الوزراء اعلنها وبصراحة كبيرة انه ملتزم بالحشد كقوة في منظومة الامن العراقي وتابعة للقائد العام للقوات المسلحة وفي امرته . الامر الذي اغاض الاعداء كثيرا ، وعزمه على انهاء الفساد والسوء قد جعلهم يتوجسون منه . يتبعهم بذلك المتشبثون والفاسدون وذوي المصالح المرتبطين بالاجنبي . 
لقد تناسى اعداء العراق ان الشعب العراقي شعب متدين وموالي للمرجعية الدينية ، وان هذه المرجعية ؛ تاريخيا ؛ هي من اركان عقيدته وان احدى موجبات قبول عباداته واعماله مع ربه ، وان اواصر علاقته معها مرتبطة بمنظومة القيم والاخلاق التي تربى عليها جيلا بعد جيل ، وان الحشد الشعبي هو خلاصة هذا الشعب والذي تاسس بفعل فتوى تلك المرجعية الدينية، وبالتالي فلا يمكن فك هذا الارتباط الوثيق والصلة العميقة بينهما . لذلك فان الاعداء لمسوا وبما لايقبل الريب ان مايخططون اليه يواجه صعوبة بالغة بالوصول لغاياته واهدافه ، لذلك فعليهم ان لايجربوا مرة اخرى لان ذلك سيجعلهم هذه المرة يسقطون بالقاضية وستكون اقسى عليهم من تلك الصفعات التي تلقوها في المراحل الماضية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك