زيد الحسن
يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين، وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة، أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة.
هذا ما قاله علي الوردي وهو ما يحصل لنا حرفياً .
لم استخدم سيارات الخطوط منذ فترة طويلة وذلك لكون عملي قرب مسكني ، لكن اضطرني موعد لقاء صديق الى استخدام الخطوط بدل سيارة الاجرة لسرعة الوصول والنزول في التقاطعات المزدحمة والصعود بعد تجاوزها سيرا على الاقدام ، كان بصحبتي اخي الاصغر ، عند صعودي الى السيارة ناولني اخي قطعة علكة فتحتها واخفيت غلافها في علبة سجائري لاني لم أرغب برميها في ارضية السيارة ، حديثي مع نفسي انني فعلت الصواب وهذه ظاهرة حضارية ان نحافظ على مدننا ولا نرمي الاوساخ عشوائياً ، خلال هذه الاثناء صعد شاب جميل الطلة وجلس في المقعد المقابل لي ، اخرج من جيبه قطعة حلوى ، قلت في نفسي سوف اراقبه وارى اين سيرمي غلافها ، وتهيئت لشجار ان رماها خارج السيارة ، وان رماها داخل السيارة سوف اضعها في فمه ، قطع علي الشاب سلسلة افكاري الشريرة بفعلته ، اخذ الغلاف وقام بطويه عدة مرات و وضعه داخل محفظته !!
لم يأخذني الاستغراب بل اخذني الموقف الى التمني ان يكون جميع الناس كهذا الشاب الرائع .
اتصفح متصفحي في موقع التواصل ( الفيسبوكي ) المليئ بمنشورات زار فلان العلاني الشيخ فلان ، ومنشورات صورني وأنا ( الطم ) ومنشورات شتم اللاعب القطري الذي احرز هدف الفوز لفريقه ، واذا بي اتفاجئ بمنشور يقول ؛ اني المواطن كاظم جبار عيسى اعلن عدم تقبلي أي ثواب في شهر محرم وشهر رمضان او اية مناسبة اخرى من قبل اي مواطن متجاوز على الشبكة الكهربائية ولم يدفع ما بذمته من ديون الى دائرة الكهرباء ، وممن يمتنع عن نصب مقياس الكهرباء لمنزله ؛ المنشور طويل كله حث على نفس الموضوع ، اعدت قراءة المنشور اكثر من مرة لفرحتي به ، وعلمت ان هذه بداية الصحوة الحقيقية وبداية التغيير الحقيقي ، وهذه اولى حجرات بناء الحضارة والرقي ، واول اسس البناء للمجتمع .
الفرح اخذ مني ما اخذ وانا اتابع صفحتي للبحث عن امور مشابهة ، واذا بمنشور اخر اثلج صدري ، ناشطة انسانية تمنح وقتها كلياً للأيتام والمتعففين وتمنحهم الفرح والسرور ، عدة منشورات للسيدة فاطمة الموسوي وهي تعالج وتداوي اوجاع لم يلتفت لها احد ، اهملتها يد الحكومة .
اعود لصفحتي ليجهز علي الكاتب الكبير الاستاذ قاسم العجرش وهو ينشر بكروب الكتاب سمفونية عذبة ، تجسد الانسانية ، وتجهز على كل معالم يأسي واحباطي ، كان بطلها الكاتب الكبير الفنان احمد لعيبي .
شكرا لك ايها الشاب الذي جالستني في السيارة ، شكراً لك ايها المواطن كاظم جبر عيسى ، شكراً لكِ سيدتي فاطمة الموسوي ، شكرا لك استاذي قاسم العجرش ، والشكر الكبير للأستاذ احمد لعيبي ، لقد جددتم الامل في بناء الانسان ولم يعد لليأس طريقاً الى قلبي ، انتم اساس الدين وهذه هي ثورة الدين الحقيقية
https://telegram.me/buratha