قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
بصرف النظر عن الأنتصارالكبير؛ الذي تحقق به تحرير التراب الوطني من الدواعش الأشرار، والذي كان يفترض أن يكون له؛ إنعكاسه المؤثر على الساحة السياسية العراقية ، إلا أن واقعنا السياسي؛ لا ينطوي على قدر مواز من هذا الوصف المشرف، فهو بشكل أو بآخر بعيد؛ عن أجواء الحماسة الوطنية التي تلهمها المعارك.
بقدر مناسب من الموضوعية؛ فإن إرتباك المشهد السياسي، هو الململح الأبرز من ملامح المرحلة، ومن بين أكثر تلك الملامح وضوحا، هو عدم قدرة السيد عادل عبد المهدي على مليء فراغات كابينته الوزارية، وفي أحيان أخرى تبدو الصورة، وكأن السيد عبد المهدي ليس "راغبا"، أو على الأقل ليس "مستعجلا" لإشغال تلك الحقائب الوزارية، وبينها حقيبتان مهمتان جدا، هما حقيبتي الدفاع والداخلية.
إن وراء عدم الرغبة والإستعجال أسباب عدة، لعل في مقدمتها إرتباك المشهد السياسي برمته، وتعقد مفرداته، لكن يبقى مشروعا طرح سؤال من قبيل: لماذا يحدث الذي يحدث، من إرتباك بالمشهد السياسي هذه الأيام..؟
هذا سؤال كبير جدا، ولكن الإجابة عليه؛ يمكن أن تكون بحد أدنى من العبارات المفسرة لنفسها..!
الحقيقة إن التفسير المنطقي؛ لما يحصل الآن من إرتباك، هو بسبب تدافع المصالح بين الساسة كأفراد، والقوى السياسية كأحزاب وتشكيلات، والمكونات المجتمعية بما هي مكونات، سيما وأن مساحة الإختلاف في إتساع دائم..
لكن من بين أهم أسباب تزاحم المصالح، هو أن أغلب الساسة المتصدين للعمل السياسي، جاءوا بمشاريع صغيرة مرتبكة، وتتلخص أجنداتهم بأنها ذات أبعاد قصيرة، ولذلك نراهم دائبي البحث، عن حلول تحقق تلك ألأجندات، أو على الأقل تساعد على بقاء الوضع الراهن على ما هو أطول فترة ممكنة.
إن الحقيقة المصاحبة لهذا الواقع، هي أن هذا النمط من الساسة؛ منشغلين بمشاريعهم الصغيرة لمصالحهم الشخصية، وبعضهم جاءوا بمشاريع مستنسخة عن مشاريع آخرين، والفارق الأشخاص فقط..
وقد لاحظنا ذلك؛ في الأطروحات التي سادت مرحلة التحضير، للإنتخابات النيابية المنقضية، وها هي تتكرر بنفس الزخم والأدوات، وإن كان بعضهم قد جاء بمشاريع محدودة، لا تشكل إضافة لما مطروح..
الأمر ينطبق بشكل أكثر إتضاحا ،فيما يتعلق بالمعارضة من داخل العملية السياسية، فقد كانت معارضة "نصف كُم"، وصورة أكثر من سيئة لأشكال المعارضات، فقد شاركت في الحكومة والعملية السياسية، ليس بغية تصحيح المسار، بل إنها بقيت للإستفادة من المنافع المادية، التي توفرها المشاركة بالعملية السياسية، وشهدنا شيوع ظاهرة القدمين:قدم مع الحكومة وقدم ضدها..
كلام قبل السلام: من يزرع الشوك لا يجني به العنب..!
سلام..
https://telegram.me/buratha