المقالات

إتمام الكابينة الوزارية..زراعة الشوك؟!

1737 2019-01-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

بصرف النظر عن الأنتصارالكبير؛ الذي تحقق به تحرير التراب الوطني من الدواعش الأشرار، والذي كان يفترض أن يكون له؛ إنعكاسه المؤثر على الساحة السياسية العراقية ، إلا أن واقعنا السياسي؛ لا ينطوي على قدر مواز من هذا الوصف المشرف، فهو بشكل أو بآخر بعيد؛ عن أجواء الحماسة الوطنية التي تلهمها المعارك.

بقدر مناسب من الموضوعية؛ فإن إرتباك المشهد السياسي، هو الململح الأبرز من ملامح المرحلة، ومن بين أكثر تلك الملامح وضوحا، هو عدم قدرة السيد عادل عبد المهدي على مليء فراغات كابينته الوزارية، وفي أحيان أخرى تبدو الصورة، وكأن السيد عبد المهدي ليس "راغبا"، أو على الأقل ليس "مستعجلا" لإشغال تلك الحقائب الوزارية، وبينها حقيبتان مهمتان جدا، هما حقيبتي الدفاع والداخلية.

إن وراء عدم الرغبة والإستعجال أسباب عدة، لعل في مقدمتها إرتباك المشهد السياسي برمته، وتعقد مفرداته، لكن يبقى مشروعا طرح سؤال من قبيل: لماذا يحدث الذي يحدث، من إرتباك بالمشهد السياسي هذه الأيام..؟

هذا سؤال كبير جدا، ولكن الإجابة عليه؛ يمكن أن تكون بحد أدنى من العبارات المفسرة لنفسها..!

الحقيقة إن التفسير المنطقي؛ لما يحصل الآن من إرتباك، هو بسبب تدافع المصالح بين الساسة كأفراد، والقوى السياسية كأحزاب وتشكيلات، والمكونات المجتمعية بما هي مكونات، سيما وأن مساحة الإختلاف في إتساع دائم..

لكن من بين أهم أسباب تزاحم المصالح، هو أن أغلب الساسة المتصدين للعمل السياسي، جاءوا بمشاريع صغيرة مرتبكة، وتتلخص أجنداتهم بأنها ذات أبعاد قصيرة، ولذلك نراهم دائبي البحث، عن حلول تحقق تلك ألأجندات، أو على الأقل تساعد على بقاء الوضع الراهن على ما هو أطول فترة ممكنة.

إن الحقيقة المصاحبة لهذا الواقع، هي أن هذا النمط من الساسة؛ منشغلين بمشاريعهم الصغيرة لمصالحهم الشخصية، وبعضهم جاءوا بمشاريع مستنسخة عن مشاريع آخرين، والفارق الأشخاص فقط..

وقد لاحظنا ذلك؛ في الأطروحات التي سادت مرحلة التحضير، للإنتخابات النيابية المنقضية، وها هي تتكرر بنفس الزخم والأدوات، وإن كان بعضهم قد جاء بمشاريع محدودة، لا تشكل إضافة لما مطروح..

الأمر ينطبق بشكل أكثر إتضاحا ،فيما يتعلق بالمعارضة من داخل العملية السياسية، فقد كانت معارضة "نصف كُم"، وصورة أكثر من سيئة لأشكال المعارضات، فقد شاركت في الحكومة والعملية السياسية، ليس بغية تصحيح المسار، بل إنها بقيت للإستفادة من المنافع المادية، التي توفرها المشاركة بالعملية السياسية، وشهدنا شيوع ظاهرة القدمين:قدم مع الحكومة وقدم ضدها..

كلام قبل السلام: من يزرع الشوك لا يجني به العنب..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك