المقالات

تساؤلات حول الإعلام العراقي 


محمد كاظم خضير 


الإعلام العراقي بعد 2003 رسالة تثقيفية نبيلة هكذا هي. فهل إعلامنا اليوم بعدالتغير2003 يقوم بهذه الرسالة؟ هل همّ إعلامنا ومالكيه هو تثقيف الناس والرفع من مستواهم الثقافي والمعرفي؟ لا شك أننا مررنا ونمر اليوم بمرحلة عصيبة منحذرة في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فهل إعلامنا مواكب لما نحن فيه من هموم الجوانب الثلاثة أم أنه يغرّد خارج سرب ما نعاني كما كان يغرد من قبل؟ هل إعلامنا يغرد لمن يصنعه دون قيم ودون النظر لرسالته السامية؟ هل يعي المسئولين والعاملين في الإعلام مسئولياتهم ورسالتهم؟ هل يعي هؤلاء أنهم نافدة للمجتمع وعليه، لدينه وأخلاقه وقيمه؟ هل يدعوا إعلامنا إلى التسامح والتقريب أم إلى الكره والحقد والتبعيد؟ هل نحن منفتحون ومستعدون لتشخيص واقعنا الإعلامي والإقرار بمستواه الهزيل الغريب..؟!

ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن من آيات المنافق إذا حدّث كذب وإذا خاصم فجر، أيقوم إعلامنا اليوم بنشر الكذب والفجور؟ أهذه هي رسالة إعلامنا التي يقوم بها اليوم؟ المتابع لإداعاتنا خاصة المرئية منها يرى تقريبا ذلك بوضوح في أغلب الإداعات!!! يبدوا أن المسئولين عن هذه الإداعات يفتقدون إلى كثير من القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية. فهم إما أنهم يقومون بذلك عن تعمّد وإصرار لإفساد العباد والبلاد في عمالة أو عدم وعي وقلة فهم لا تخفى على صبيّ ناهيك عن عاقل أبيّ، وإما لمعاناتهم من عقد في تكوين شخصياتهم من النواحي الاجتماعية والأخلاقية والعقلية، أو لارتباطهم الأعمى بأنظمة سياسية هزيلة هشة لا قيم لها؟

إن ما يقوم به الإعلام اليوم من توجيه رسائل بعينها وحشد الجماهير ضد الحشد الشعبي واتجاه معين نتيجة سيطرة قوى سياسية أو ماليه دون مراعات للرسالة الأساسية للإعلام ولا لقيم المجتمع ولا لمصلحة الوطن والمواطن ينتج عنه عدم المبالاة عند المواطن وانهيار الأخلاق والانقسام داخل المجتمع وهذا هو الإعلام المضلل. إن ما نعانيه من أزمات في العراق خاصة وغيرها من الدول العربية وما تقوم به قنواتنا لا يتوافق أبدا مع ما نعاني فأنت ترى في كثير من القنوات خطاب الكراهية ضد المجاهدين بعينها مما يزيد من الاحتقان والتفرق والبغضاء بين الناس!! ومنهم من يمجّد شخص بعينه فيزوّر الحقائق من أجله ولا يبالي بأي عمل يقوم به!! ومنهم من يتغنى بأشياء ليس لها وجود ليوهم الناس ويحيدهم عن الحقائق الدامغة!! والأمثلة على ذلك كثيرة في مجتمعاتنا لمن ألقى السمع>

فإلى أين وإلى متى؟ نرى اليوم قنوات وأقلام تعمل على إذكاء الفتن وترويج الإشاعات وقلب الحقائق وامتهان الكذب والتلفيق عوضا عن وقوفها مع المجتمع لتعبُر به نحو التنمية والرقي!؟

إن ما نراه في وسائل إعلامنا من تخلف وجهل وانحدار بل وانحطاط في نوعية الأفكار وطرحها ويشمل ذلك الإعلاميين وأصحاب القنوات التي لا تكاد تُحصى من رؤوس الأموال والسياسيين لمدعاة لمراجعة ما يقدمونه والتفكير بجدية في تأثيره السلبي الغير محدود على انحراف الناس فكرا وسلوكا، فافعلوا ما شئتم إنكم ملاقوه وافعلوا خيرا تجدوه. فمتى يرتقي ويفهم الإعلاميون والمالكين لوسائل الإعلام معنى الأخوة فيشتغلوا لتحقيق أهدافهم في إطارها؟

الإعلام يجب أن يكون عاملا مهما لرص صفوف أبناء الوطن وتقاربهم ومواخاتهم وعرض قضايا المجتمع الهامة بكل صدق وأمانة ومحاربة الفساد والانحراف والابتعاد عن التأثير السلبي والانحياز لطرف معين. فمتى وإلى متى؟! يا من له علاقة بالإعلام يقول أبو العتاهية: خالِف هواكَ إذا دعاك لريبةٍ … -فلرُبَّ خيرٍ في مخالفةِ الهوىْ هذا --

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك