قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
لا أعتقد أن أحدا ما لا يرى؛ بأننا نمر بأعقد أزمة سياسية، مرت في تاريخ العراق الحديث، بل أن ثمة من يطلق عليها، مشكلة الوقوع في منطقة الرمال المتحركة.
الحراك السياسي الدائر هذه الأيام، بحثا عن مخرج للمأزق السياسي الخطير، الذي أوقعنا فيه ساسة الصف الأول، يمكن النظر له وكأنه قشة لغريق، لا يمكن أن تنقذه من الغرق قطعا، لأن الأمور وصلت حداً؛ لا يعرف فيه الساسة أنهم آخذين بالوطن إلى المجهول!
حيث أن للعملية السياسية وجهان لعملة واحدة، وجه باطن؛ وهو نطاق واسع من التعاملات بين القوى السياسية، ووجه ظاهر؛ وهو ما يفترض أن يعرفه الشعب، وأي عملة ذات وجه واحد فقط، هي عملة مزيفة لا يمكن قبولها، ولن تكون لها قيمة مالية، ولا يمكن "تصريف" هذه العملة وتداولها في الأسواق، ما لم يكن وجهاها مكتملين وحقيقيين غير مزيفين..كذلك التحرك السياسي، الذي يتبنى أحد وجهي العملية السياسية، هو أيضاً تحرك زائف فاشل، لن يكون له وزن في تحقيق الهدف الأعلى, وهو رعاية مصالح الأمة والوطن.
كما يمكننا ونحن نتابع تصريحات كثير من الساسة، أن منهم من أختصر العراق بشخصه، وبدت الصورة وكأن مستقبل العراق في كفة، ومستقبله السياسي في الكفة الثانية من الميزان، وكفته هي الأرجح على العراق ومستقبله.
لنقف قليلا عن هذه النقطة، وفي ضوء ما يتعرض له الوطن والمواطنين، من إستلاب وضيم، فإن مسألة كهذه، لا يمكن أن تقاس بالخسارة الشخصية، بل يتعين جبرها بمقياس الوطن بمواطنيه، قبل اي تفكير آخر.
دعونا أيضا أن نفترض؛ بأن ثمة إستقصاد ومؤامرة، من هذا الطرف أو الأطراف، ضد هذا السياسي أو ذاك، أو ضد تلك الكتلة السياسية أو هذه، وهنا يحق لنا أن نتسائل؛ أما كان بالمستقصد أو المستهدف، شخصا أو كتلة؛ البحث في الأسباب، التي جعلت الآخرين يستقصدونه بالمناكفة والعداء؟!
الحقيقة؛ أنه إذا تجرد السياسي او الكتلة المستهدفة للحظة واحدة، ووقفوا عند ذواتهم وأنفسهم، وتخلصوا من عقلية المؤامرة، ومن مشورة السيئين الذين يحيطونهم، سيجدون أن الآخرين معهم بعض الحق على الأقل! وأذا تم التوصل إلى هذا الأستنتاج، يكونوا قد قطعوا مسافة مهمة، من الطريق إلى الحل!
كلام قبل السلام: كيف للساسة وكتلهم؛ أن يصلوا إلى بداية هذه المسافة، وهم منغلقين على جماعاتهم، لا يرقبون في شعبهم إلا ولا ذمة، همهم الأول والأخير نحن ومن بعدنا الطوفان؟!
سلام..
https://telegram.me/buratha