أكرم السياب
لا توجد دولة دون عقيدة؛ وبالتالي فأن جيشها هو جزء من العقيدة والنظرية والمبدأ اللذان تسير عليهما الدولة. فالدول ذات الأنظمة الإيديولوجية والشمولية والمركزية، تحاول ارساء الجيش على وفق نظرياتها وافكارها وعقيدتها، وبهذا تطمغه بصبغتها السياسية.
واما كذبة الدول الديمقراطية التي تقوم بتربية الجيش تمثيلا لإرادة الأمة ومبادئ الديمقراطية فهي كذة جميلة صدقها كل مثقفي ومنظري الحكومات.
وفق مفاهيم العقيدة العسكرية التي ابتكرت خلال القرن الأخير، ظهر مصطلح العقيدة في طريقة إعداد وتدريب وتسليح الجيش، أي من الناحية الفنية والمهنية، بعد ان انقسم العالم الى كتلة غربية وشرقية وبحسب مصادر الإنتماء والتسليح ودرجة الميل السياسي صارت تطلق على الجيوش تسمية العقيدة الغربية أو الشرقية .
معظم الدول التي تأسست بعد حروب أهلية او احتلال وأنتداب؛ كان صناعها هم المتطوعون المقاومون وباتوا ما يعرفون الآن بــ"المليشيات"!. لا تستطيع أي دولة أن ترسي قواعدها دون شباب آمنوا وزدادوا هدى (بغض النظر) عن مصدر الأيمان والفكرة طبعاً.
فاليساريون والعلمانيون، وحتى الأشتراكيون والثوريون هم صنيعة تلك الثلة التي سهرت على السواتر بأحضان الرشاش والرصاص. فلو ترجلنا من بروجنا الافلاطونية وقمنا بزيارة جديدة الى التاريخ سنجد ان لولا الحرس الوطني الامريكي المتأسس عام 1903 لما وجد ترامب بيتاً أبيضاً يحكم قبضته عليه.
ولولا (الهاجاناه) الصهيونية لما أنتجت أسرائيل كياناً وكنيست، وافرزت شارون وموشي دايان كقيادات (سياسية) جاءت من خلفية حرب عصابات ومجازر بحق العرب الفلسطينيين. في جمهورية دونيتسك الشعبية المحاذية لروسيا (المتمدنة) أستطاعت قوات (دونباس) الشعبية ان تأسس دولة مستقلة بجيش عقائدي رغم أيمانها المطلق (بالشيوعية الماركسية).
العراق ليس بمعزل عن النشأة الحديثة للعالم الجديد. فمن حقه أن يتطلع لبناء دولة بمعية حشد شعبي آمن بالوطن وعرف معنى المقدسات، وهو قادر على إفراز قيادات جديدة ترسم خارطة الدولة بعدما رسمت خارطة النصر والمقاومة.
وهنا يأتي (الحشد) مع الدولة الحديثة لا بعدها.
فيكون مع فكرها وأيدلوجيتها ويترافقا الدرب والمشوار في وضع أسس دولة نطمح بها واليها أن تكون عراق جديد حافظ للهوية ومعز للسيادة ومبشراً بالخير الذي دعت أليه أمهاتنا في الصلوات.
https://telegram.me/buratha