قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
شُكّلت حكومة السيد عادل عبد المهدي، وهي ناقصة نقصا عدديا، وليس أخلاقيا كما ربما تذهب عقول بعضهم، وإن كان ذلك واردا! بلحاظ إستيزار أشخاص بخلفيات داعشية أو بعثية، وكان من المتوقع أن تكتمل الكابينة الحكومية بسرعة، نظرا لما يمر به العراق من ظروف معقدة، تحتم على الساسة الإتفاق على الممكنات، والإبتعاد عن ما يختلف عليه.
واقع الحال يكشف أن هذه الحكومة، ستشهد مزيدا من القلاقل والهزات، ليس بسبب الإختلافات السياسية وحدها، ولكن بسبب الإصرار على تمرير وزراء مختلف عليهم، لأنهم من الخلفيات التي أشرنا اليها، وتبدو الصورة وكأن هناك منهج جديد، يريد دولة فيها مشاركة واسعة للبعثيين والدواعش، تحت ستارالوحدة الوطنية.
السياسية الأمريكية في العراق تسعى هي الأخرى؛ لإعادة تموضعها عبر هذه البوابة، وقد وجدت من يقبل ويرحب بهذا التموضع، وأجرت في هذا الصدد عدة عمليات جس نبض، إبتداءا من إعادة إنتشارقواتها غرب العراق، مرورا بأقامة قواعد جديدة في أقليم كردستان، ودخول الرئيس الأمريكي ترامب وحليفه رئيس الوزراء الأسترالي الى العراق بلا إستئذان، إنتهاءا بجولة معاون قائد القوات الأمريكية في العراق صحبة قائد عمليات بغداد؛ في عرين الثقافة العراقية شارع المتنبي، وألتقاط أدعياء المدنية و"مثقفي" اليسار والعلمانية، صورا "سيلفي" مع الضباط الأمريكيان، وكأنهم يقولون لهم..هلموا..!
هكذا إذاً يدخل العراق مرحلة سياسية جديدة، ستكون مرحلة مشبعة بتوترات جديدة، لأن غالبية العراقيين وقواهم السياسية الملتزمة، يرفضون هذا المنهج، الذي يبدو أن حكومة السيد عبد المهدي؛ مرغمة على السير فيه وإلا فإنها ستنهار، لأن الداعمين لعبد المهدي؛ هم بالحقيقة مع هذا المنهج، وإن قالت أفواههم غير ذلك!
نظرة متأنية مدققة في الراهن من الوقائع، تُظهر اننا نراوح على عتبة "اللعبة السياسية" وان العلل والاشتراطات، التي تضرب عافية الدولة مستمرة، وأن ثمة مطابخ تسهر ليل نهار، على فبركة الملفات واثارة المواضيع، التي من شأنها اعاقة التوجه نحو المستقبل، وتعطيل معالجة الوضع الاقتصادي والخدمي. وذلك بـ"تفقيس" ما يؤجج الخلافات واستيلاد الازمات، ما يؤكد فعلا ان هناك رغبة في انهاك الدولة؛ توطئة لتدميرها بشكل تام، ومن ثم فتح الأبواب على مصاريعها لإيتام البعث، لإعتلاء ظهورنا مجددا!
من جهة أخرى وعلى صعيد العمل الحكومي، فإن من الواضح تماما ان الهدف؛ هو أن تكون حكومة السيد عبد المهدي؛ حكومة مكانك راوح، بمعنى منعها من تنفيذ واجباتها الأساسية، وبمعنى وضع الفيتو، على أي مسار يمكن أن نسير فيه، حتى لو كان مفيدا لواضع الفيتو نفسه!
بهذا نتحول الى لعبة المخالفة من أجل المخالفة، وهذا بالنتيجة استمرار لسياسة التعطيل، لاسباب كثيرة، منها ما يرتبط برغبة دفينة؛ في افشال تكوين دولة على أسس عادلة، ومنها ما يرتبط برغبة معلنة، في "التسيد" وفقا للأسلوب الذي غادرته كل الدنيا، إلا دنيا "الزعامات" السياسية العراقية.
لكن منها ما يرتبط بالحرص على ابقاء العراق، ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وفي احسن الاحوال صندوق بريد، لتوجيه الرسائل المتعلقة بالتقاطعات الاقليمية والدولية، وهذا هو هدف أطراف سياسية، ومنها أطراف إسلامية شيعية؛ منخرطة بالمشروع السعوأمريكي بعلنية فجة!
كلام قبل السلام: الأكثر إيذاءا أن ثمة من أدمن؛ على القاء قشور الموز تحت أقدام الحكومة، حتى لو كانت حكومة ملائكة صالحين..!
سلام.....
https://telegram.me/buratha