المقالات

ديمقراطية كاملة الدسم..!

1355 2019-01-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يفرض الحقل السياسي على الذين يعملون فيه؛ أن يوسعوا دائرة القرار وأن يسهلوا تنفيذه، بإعتبار أن ذلك؛ هو روح وجوهر  للديمقراطية، «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين».. والنص القرآني يقول «لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك وتركوك قائماً»..

هذه أخلاقيات عمل سياسي، توجب نظرة اليست صدامية ولا إقصائية، وشواهد التاريخ؛ تفيد أن كل الذين إتخذوا موقف التعجل بالصدام أخفقوا..

حتى السيرة النبوية؛ تصورها البعض أنها سيرة رسول كان شاهرا سيفه على الدوام في مواجهة الإختلاف، لكن الحقيقة ليست كذلك، إذ أن معارك القتال؛ بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين كانت سجال، وسجل التاريخ موقفين صعبين جدا؛ واجههما الرسول في معركتي أحد والخندق، وسجل التاريخ أيضا أن الانجازات الكبرى لرسولنا الأكرم، كانت بأستخدامه "القوة الناعمة" فأقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، واستمال الجزيرة العربية في صلح الحديبية؛ وفتح مكة سلمياً.

لقد كانت أهم إنجازات الإسلام؛ ليست بالمغازي وإنما بالقوة الناعمة، والدول التي دخلها الإسلام بالسيف، أبقى فيها على أقلية معتبرة ليست إسلامية، والإسلام دخل مصر وأفريقيا بالقوى الناعمة، ولذلك أسلم جل أهل مصر؛ والسودان وشمال أفريقيا بالقوة الناعمة، وليس بتسليط السيف على الرقاب..!

وفي مقاربة واقعنا ومقايسته على سجل التاريخ، وفيما يتعلق بالنُخب السياسية التي تصدت لعمليتنا السياسية فأنها ستفشل إن عاجلا أو آجلا، كلا أو جزءا.لأنها حاولت أن تفرض على العراقيين واقعا لم يألفوه، هو واقع الصدام السياسي وحافة الهاوية، فنحن شعب يجنح دوما الى الوسطية، والصدام والتأزيم والتوترشىء خارج طباعنا، وإلا لما بقينا أمة حية منذ فجر الخليقة ليومنا هذا..

الواقع أن الفشل ليس في الأشخاص؛ وليس النوايا ولا في الأهداف، ولا يمكن الحكم على الأعمال من خلال الأشخاص، ولا يمكن سبر النوايا لأنها في داخل الصدور، ولا يمكن تلمس ألأهداف لأنها مغطاة دوما بالمصالح، والموقف السياسي الراهن ليس توافقا سياسياً، ولا سِقالة لحوار مستقبلي.

بعد قرابة ستةعشر سنة على فوران التنور، لا يمكن القول أن يكون ثمة حل لأزمتنا المستدامة، إلا بسياسات جديدة وهياكل جديدة تماماً، ولكي نثبت للآخرين في المنطقة، أننا أصبحنا أصحاب تجربة ديمقراطية كاملة الدسم، يتعين علينا أن نبني مرتكزات صحيحة، بعيدا عن لعبة التوافقات العقيمة، التي ليست إلا نوع من أنواع الزخارف الجبسية، التي سرعان ما تتناوشها الرطوبة فتنهار متهالكة، فيما بنيان الديمقراطية، يقتضي جلب أفضل قطع الصوان الصلد، حنى يثبت أمام عاديات الزمن...  

كلام قبل السلام: الباب الذي يمتلك كل الذين يمرون عبره؛ نسخا من مفتاح قفله يعني أنه مفتوح دوما..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك