زيد الحسن
( تترجى من بارح مطر ) مثل شعبي يضرب في النقد والتوبيخ ، ( بارح ) هي رياح صيفية جافة حاره تنخفض فيها الرطوبة لادنى مستوياتها ، سرعتها ٦٠ كلم بالساعة ، تتراوح درجة الحرارة فيها ٤٠ - ٤٥ درجة مؤية ، تهب من الجنوب الغربي للعراق ودول الخليج العربي .
كم فضيحة لسياسي نشرت وتداولها الناس وكأنها كارثة وفعلة مخجلة ، وكم سياسي تم مسكه بالجرم المشهود وهو يقتل ويذبح ويسرق وما زال موجود في العملية السياسية .
الفضائح تتوالى وكل يوم نسمع فضيحة اشد وقاحة من سابقاتها ، وما زلنا ننتظر منهم الحلول ونعقد في ناصيتهم الامل .
الاعلام هو السلطة الرابعة هذا ما كنت اعتقده و مؤمن به حتى صباح هذا اليوم ، اما الان فلقد الحدت بهذا الايمان ، الاعلام لا سلطه لديه امام هذه الغيلان ، فلطالما كتبت الاقلام وفضحت وشخصت العلل ، و وضعت الحلول ونطقت وقالت الله اكبر لقد جف ريق الكلم وتاهت المعاني في دهاليز جبروت الساسة .
فضيحة غرق المليارات لوزارة المالية ما هي اخبارها ، هل حدث شيء بخصوصها ، هل فتح تحقيق لمعرفة ما حصل ، لقد تناولتها السلطة الرابعة على قدم وساق فما هي النتائج ، هل وجدنا من هو المقصر ، او بالاحرى من هو اللص ، كلا لا شيء الذي حدث هو ؛
يفتتح مزاد في الاردن ( الشقيقة ) لبيع لوحة سيارة ذات رقم مميز ، ويبدأ التنافس على شراء هذا الرقم ، يحضر الامراء و وجهاء القوم وتجار الاردن ، يصل المزاد الى مبلغ كبير ، ثم المفاجئة هناك شاب وسيم جدا ، تقطر التقوى من جبينه ، والخشوع بادي على محياه ، يرفع السعر الى الضعف ، ويوصله الى ... امسكوا اعصابكم رجاءً ، ومن يعاني من مرض السكري او ارتفاع ضغط الدم فليهيء علاجه ، لان السعر هو ( ٤٦٠ ) اربعمائة وستون الف دينار ( اردني ) ما يعادل نصف مليون دولار ، يا سادة دفعها هذا الشاب بكل فرح وسرور ، والتصفيق له من كل مكان ، اتعلمون من هو ؟ هو ابن السيد علي العلاق ، صاحب قضية غرق المليارات الذي خط اسمه على العملة العراقية .
زيارة خمسة عشر نائب برلماني الى اسرائيل ليست فضيحة ، هكذا يراها بعض الساسة وبتصريح لخارجيتنا الموقرة ، لكن نحن لنا عتب صغير عليهم ، كنا نأمل منهم ان يجلبوا لنا ( يهودي ) نسلمه مقاليد السلطة عسى ان يكون اكثر رحمة وينظر بعين العطف على هذا الشعب المسكين .
الحقيقة اننا ننفخ في كيس مثقوب ، ونرتجي كشف الفساد على يد فاسد ، ونطلب الامانة من خائن، وننتظر من اللصوص والسراق الرحمة ، كمن ( يترجى من بارح مطر ) .
https://telegram.me/buratha