محمد كاظم خضير
(اتق شّر من أحسنت إليه) حكمة عظيمة أصبحت شعاراً العراقيين يرفعونه في مواجهة غدر دول الجوار وبالخصوص القرار الاردني الاخيرالاردن تمنع دخول العراقيين الى اراضيها ممن في جوازه الختم أو التأشيرة الأيرانية ...أصدرت الخارجية الاردنية قرار يمنع دخول أي عراقي يحمل في جوازه الختم الأيراني وسيكون هذا القرار نافذ أبتداء من التاسع من كانون الثاني بالأضافة الى عقوبة وختم منع دخول نهائي لكل من يحمل في جوازه الختم أو التأشيرة الايرانية !!...العراق يمنح الأردن نفط شبه مجاني..
..ولؤم طباعه . فحب العطاء، عند العراقيين إلى الاردن والبذل، والإيمان بأن خير جار أنفعهم للجاره . كانت كلها محرّكات دفعتنا نحن الشعب العراقي نحو مساعدة الأردن ، وحب الخير لهم ومواساتهم في ألمهم وفي كل الأزمات ، وإدخال السرور إلى قلوبهم، ومؤازرت الأردن عندما نزلت بهم الشدائد، وتقديم المساعدة لهم عندما يكونون في أمس الحاجة لها وقد أغلقت الأبواب أمامهم بعد الاحتجاجات الشعبية الأخيرة فجئ العراق وفتح لهم باباً من المساعدات النفطية وأضأت لهم أملا لا تبتغي منهم لا جزاء ولا شكورا. لأن العراق يقدّم الخير والمعروف واثقا من أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء. لكن العراق يعتقد أيضا أن فعل المعروف لابد أن يُصان.. وتظن أن من قدّمت له معروفاً لابد سيظل يذكره لك. تكون أصعب شيء على شعب العراقي لحظة يعيشها هي تلك التي يسـّدد إلي ألعراق من الاردن فيها سهم النكران والجحود!. فهنا الشعب العراقي يتساءل.. أين الخلل فيما فعل شعب العراقي مع حكومة الاردن ؟. وأ يكون جزاء الإحسان غير الإحسان؟.. هل تراجع الحكومة العراقية نفسه مع الحكومة الأردنية ؟ .. كيف لمن أنكر معروف الشعب العراقي؟ أن يفعل ذلك ولا تجد عزاء لشعب العراقي ضد هذا القرار سوى أن يردد قول المتنبي.. إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.. مواسياً نفسه أنك لسوء حظك أيها الشعب العراقي وقعت مع لئيم الطباع خسيسها. لقد أمرنا رسول الله بمكافأة من يصنع لنا معروفاً بقوله صلى الله عليه وسلم :(من صنع إليكم معروفا فكافـئوه. فإن لم تجـدوا ما تكافـئونه فـادعـوا له حتى تروا أنكم كافـأتمـوه ) وإذا كانت عدم مكافأة المحسن قبحاً.. فمن الأقبح والأسوأ أن يقابل الأردن الإحسان لعراق بالإساءة. ونكران المعروف.. وجحوده دليل خسة الطباع ولؤمها عند الطبقة الحاكمة في الأردن .. فالكريم يحفظ ودّ ساعة. واللئيم يجحد كل خير ومعروف قـُدّم إليه.. وقد برع الشاعر في نقل تجربته مع ناكر المعروف بقوله: أعلـّمــه الرمــايـة كـــل يـوم فــلمـا اشـتـد سـاعــده رمــانـــى.. وكـم عـلـّمـــته نـظـم القـوافـي فـلــمـا قال قــافـيـة هــجــانــي والمؤلم في سلوك بعض من نقدّم لهم المعروف هو حرصهم على تسديد سهم الغدر والنكران وكأن الضمير الحكومي لديهم قد مات . .. والنفاق السياسي الاردني الذي يوظّفه لصالحهم .. مستخدماً الأيدي السياسي العراقي القذرة التي تخدم خسة طبع الحكومة الأردنية . فلا يجد العراق إلاّ أمام ملك شياطين الإنس الذي لا تكاد أن تصدق أنه هو نفسه الذي لجأ إليك بعد أن سُــدّت الطرق في وجهه يطلب معروف العراق ووقوف إلى جواره.. وما أن تبددت السحب التي كانت تلبد سماءه وصحا جوه.. حتى أتتك صور جحوده ونكرانه لك ولمعروفك وكأنها تخبرك بصدق قول الشاعر حين قال... إبليس أصبـح عـاطــلاً عـن شـغـلـه قـد ناب عـنه خـلائق لا تحـصـرُ.. ورغم ما يعتري الإنسان الصانع للمعروف من ألم جراء ما أتاه من ناكر معروف.. ورغم قسوة هذه المشاعر إلا أن المذمة حينما تأتى من ناقص فهي شهادة بالكمال . وإذا احتسب المرء ما قدّمه من خير ومعروف عند ربه.. فإن الله يهون عليه ما أتاه من ناكر المعروف الذي سيلقى عقوبة من المنتقم جل جلاله الذي لا يقـبل بجحود ولا يرضى عن ناكر
https://telegram.me/buratha