المقالات

من يضحك على من؟

2384 2019-01-09

كاظم الخطيب


فن الممكن، سياسة عالمية رائدة، وأساليب حزبية واعدة، حتى وإن إتسمت بالكذب؛ فذلك ربما لتحصيل مكاسب يحققها السياسيون لبلدانهم، نتيجة لممارستهم هذا الفن، بإستغلالهم كل ما هو ممكن للوصول بهذه البلدان إلى مصاف الدول المتقدمة، والإرتقاء بشعوبهم إلى أعلى مراتب الحضارة والرقي.
الكذب والمراوغة والتضليل؛ مطية الفاشلين، ووسيلة الفاسدين، ومقابض أكف المتسلقين، ووسائل إصطلح ساستنا في العراق على تسميتها فناً.
فن السياسة في العراق هو ليس بالفن الذي يواكب ركب الفن السياسي العالمي؛ بل هو ليس بالسياسة أصلاً، ولا يمت لها بأي صلة، فقد تجاوز ساستنا بسلوكهم السياسي السمج كل حدود الإمكان- إلا اللهم حدود الصبر الخرافي الذي تميز به شعب العراق، على هؤلاء الذين يدعون السياسة التي لم يمارسها أحدهم يوماً- وتخطى قادتنا كل معاني الوطنية، والشرف، ولم يظهر أحدهم يوماً بعضاً من الخلق القيادي، ولا نزراً من اللياقة السياسية، وكأنهم لصوص قد تعاهدوا على سرقة هذا البلد والإنتقام من شعبه الصابر.
لصوص كلمة قد تكون قليلة بحق هؤلاء، ولعله من اللائق بهم أن نصفهم بالعبيد، كونهم لم يعتادوا ممارسة الحرية مطلقاً، كما حدث مع أحد العبيد مرةً، فقد كان لهذا العبد سيداً فاحشاً في الثراء، وقد كان يعامله بقسوة وخشونة، وفي ليلة مات هذا السيد، عندها حاولوا جرد تركته، فإذا بها تركة مهولة، وعندما بحثوا عن وريث له؛ لم يجدوا أحداً غير ذلك العبد؛ كونه غريباً عن هذه البلاد، ولم يكن له زوجة أو ولد، لذلك ورثه ذلك العبد، وبين ليلة وضحاها، أصبح العبد حراً، ويمتلك من الأموال ما يسيل له لعاب القوم.. توافد التجار والأشراف عليه، وإجتمعوا عنده، حينها سأله أحدهم.. (محفوظ بعد ما صرت حر وعندك هاي الأموال، شنو أول شي راح تسويه؟) أطرق العبد برأسه ملياً، ثم قال" سأشتري لي سيداً يعاملني برفق!.
هكذا هم ساستنا، فعندما كان صدام سيداً كانوا هم عبيداً - ولم يكونوا مجاهدون؛ كونها أكبر كذبة عرفها التأريخ- وعندما مات هذا اللقيط، لم يكن له وريث وترك العراق حراً، وعاد هؤلاء إلى البلاد أحراراً- كما أوهمونا- ليستولوا على خيراتها، ويتمتعوا بنعيمها، لكنهم ما أن تسلموا مقاليد الحكم؛ حتى بان عجزهم عن تصور أحدهم أنه حراً، وأن يكون حاكماً وإن بإمكانه أن يخدم بلده وشعبه بالطريقة التي كان يحلم أو يرجو، أو على الأقل بالطريقة التي كانت تداربها البلدان التي كانوا بجاهدون في فنادقها، وقاعات مؤتمراتها.
لكنه هاجس ذلك السيد الذي كان يسومهم العذاب، ويؤرق نومهم، ذلك السيد الذي أدمنوا سطوته، وأورثهم العبودية، حتى إنها قد أصبحت من أوضح سجاياهم، وأبين طباعهم، فراح كل منهم يبحث له عن سيد يعامله برفق؛ فتعددت الولاءات، وضاقت الرحب، وصودرت الريادة، وأنتزعت السيادة، لدرجة بات فيها الخنجر سيداً لمجاهدينا، وشيماء الحيالي- أخت داعش- مربيةً لأبنائنا، ونصل السعودية مقدساَ، ورغيف إيران مدنساً، وباتت دولة التسول- أردن النفاق- تشاركنا أموالنا، وتقاسمنا خيراتنا، وتنعتنا بالمارقين، وتمجد بجلادنا، وسيد ساستنا، وهي تحتضن عائلته اللئيمة، وتمنيهم بأمل العودة، وباتت مصر العمالة رائدة التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين- مع الإعتذار للشرفاء من الإخوة المصريين- تتعافى إقتصادياً، على حساب أبناء البصرة والعمارة والناصرية وواسط والديوانية وغيرها من محافظات الجنوب والوسط، تلك المحافظات الحلوب، التي ما تمتع أبنائها بشي من خيراتها كما تمتع الآخر والآخرون بها.
أوغل سادة ساستنا الجدد في ظلمهم؛ لدرجة باتوا فيها هم الحاكمون ولو من خلف الستار، وقد إمتازوا عن أبناء العراق، بتحصيل حقوقهم اللامشروعة- إلا بجبن ساستنا وخنوعهم- من خلال حصول أبناء الأردن على النفط العراقي مجاناً، فيما تقف أم الشهيد العراقي في طابور طويل لتشري50 لتراً من النفط، لشهر كامل من البرد والجوع والحرمان.. كما بات يمتاز المواطن المصري الذي كان يعمل في العراق أبان حكم السيد المقبور، بحقوقه التقاعدية كاملة، في الوقت الذي يحجب عن أبناء الشهداء حقوقهم من تضحيات آبائهم.
حدودنا مفتوحة لهم هواناً، بينما توصد حدودهم بوجوهنا تحكماً ولؤماً، يشترطون علينا مقاطعة جيراننا وحلفائنا، ويأمروننا بمجافاة إمامنا الرضا- عليه السلام؛ حتى نكون أهلاً للتشرف بدخول بلادهم الخراب، التي ما عمرت إلا بخيراتنا سواءً كان ذلك في عهد السيد اللقيط، أو في عهد ساستنا من العبيد.
لن ولم يكن الشعب العراقي عبدا لأحد يوماً، بل إنه قد ساسه على الدوام رهط عبيد، لا يعرفون للحرية طعماً، وما مارسوها إلا رياءً ووهماً.. ولن يكون العراق وما كان أبداً، مرتعاً للدخلاء، ولن يكون من الجفاء، بأن يحتضن الجلاف اللقطاء، ويطرد من حضيرة قدسه أبنائه النجباء . 
لا بد للشعب من صحوة، لابد له من أن يكون له موقفاً، لابد من طرد العبيد وتأديبهم، لابد من فرض سيادتنا على أرضنا، لابد من تمزيق جواز سفر كل دخيل لا يحترم جواز سفر العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك