المقالات

الطائفية العربية الى اين ؟

1788 2019-01-09

علي الطويل:

منذ تاسياس الدولة العراقية المعاصرة ، اي مايقارب قرن من الزمان وشواهد التاريخ تؤكد ان العراقي كبلد والعراقيون كشعب كانوا اسخياء بافراط مع اشقائه العرب . وتشهد بذلك المواقف السياسية في القضايا العربية الهامة ، والازمات التي تتعرض لها البلدان العربية السياسية والاقتصادية والحروب المختلفة .فقد كان العراق والعراقيون منهلا معطاء لاخوته واشقائه العرب . بدون ادنى مقابل او تعويص . وماشهدته مصر والاردن في منتصف القرن الماضي والى الان من حروب وازمات اقتصادية كان العراق حاضرا كعادته في السخاء والعطاء . فكانت مساعداته لهاتين الدولتين العربيتين ليس لها حصر ، واخرها العطاء السخي الذي منح للاردن بتفضيلها في اسعار النفط المباع لها من العراق والاعفائات الضريبة للعشرات من السلع المنتجة والمصنعة في الاردن والتي من المقرر ان يستوردها العراق . وعطاء العراق هذا ليس جديدا وانما عطاء تاريخيا مستمرا وبلا انقطاع حتى في ازمات العراق الاقتصادية التي مر بها . 
واما مصر فلم يكن البذل العراقي لها باقل من الاردن ، فقد احتضن العراق العاملين المصريين لعقود من الزمن وساهم في تخفيف نسبة البطالة في هذه الدولة بما كان يستورده من قوى عاملة منها . وحصلت مصر من جراء هذه العمليات المليارات من العملة الصعبة من جراء تحويل مرتبات العاملين في العراق . وكان اخر عطاء عراقي لمصر حفظ حقوق المصريين الذين كانو يعملون في العراق باعطائهم حقوقهم التقاعدية المستحقة جراء خدمتهم في الدوله العراقية في العقود الماضية وبدون مطالبة من ذوي الحقوق ، وهو اجراء فيه لمسة انسانية وقانونية قل نظيرها .
ولكن السؤال الذي المحير هل قابلت هذه الدول العراق بنفس التعامل ؟ الجواب للاسف كلا . بل كانت مواقف هاتين الدولتي من القسوة تجاه العراق وشعب العراق يندى لها جبين كل ذي مروئة ، فما شهده العراق من ازمات وحروب في هذين العقدين الاخيرين كان لمصر والاردن فيها بصمة واضحة . اذ ان الارهابيين الذين دخلوا العراق من هاتين الدولتين فاقت المئات بل الالاف ، والدعم الذي كانوا يقدمونه للجماعات الارهابية اسهم في تخريب العراق ومدنه وبنيته التحتية ، بعد ان قتل ابنائه ، وكانهم كانو يردون الجميل بالاساءة الى كل ماهو عراقي . 
اما الاجراء الاخير الذي اتخذته هاتان الدولتان في منع دخول العراقيين الذين زاروا الجمهورية الاسلامية ، فانه اجراء يعبر عن طائفية النظام العربي الواضحة ، ويؤشر على الاسباب التي دعتهم لاتخاذ مواقفهم السابقة تجاه العراق والعراقيين .وما سردناه شاهد على ذلك . فالجمهورية الاسلامية دولة شقيقة وساعدت العراق في احلك الظروف ، كانت فيه الدول العربية تتفرج على ذبحه بل وساهمت فيه . كما ان العرقيين لهم مشتركات كثيرة معها فمن الحتمي ان يزور مئات الالاف من العراقيين الجمهورية الاسلامية .و لايوقفهم الاجراء المصري والاردني .
والمعيب على وزارة الخارجية العراقية ان تتناول الامر بشيء من الا مبالات ، بل يجب مقابلة هذا الاجراء بالمثل واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحفظ حقوق العراقيين بالسفر لاي دولة يشاؤون دون عراقيل ولا موانع .او على الاقل التلويح بذلك لحفظ كرامة العراقي وعزته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك