قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
منذ أن أنشيء الكيان الصهيوني الغاصب؛ ثمة عمل إسرائيلي كبير ومنظم، لإختراق العراق دولة وشعبا، لكنه كان طيلة الستة عشرعاما الفائتة، يجري وفقا لتخطيط هاديء، والمقاصد معروفة لا سيما وأن العراق، من بين الدول العربية القليلة، التي لم تنجر على الصعيد الرسمي على الأقل، لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، فضلا عن كونه يمثل شعبيا بشكل حاسم؛ ورسميا الى حد ما، جزءا من محور المقاومة، الرافض للوجود الإسرائيلي جملة وتفصيلا، ويؤمن بحتمية زوال إسرائيل في أمد منظور.
العراق إذاَ مصدر قلق لإسرائيل، ولذلك عملت على إضعافه بشتى السبل، ومثلما حصل في عام 1980، حينما دفعت إسرائيل وأمها أمريكا؛ ومعهما قادة العهر العربي، صدام حسين عميلهم المكشوف، لشن حرب على جمهورية إيران ألإسلامية الفتية آنذاك، والتي قطعت فور قيامها العلاقات الدبلوماسية؛ التي كانت قائمة بين إيران الشاه والكيان الصهيوني، لم تعط إسرائيل وأمريكا؛ عراق ما بعد صدام حسين فرصة لإلتقاط الأنفاس.
لقد فتح الحلف الصهيوأمريكي عربي، وعلى الفور جبهة الإرهاب وتنظيم القاعدة؛ ضد الوضع العراقي الجديد، لأنهم أكتشفوا أن بين الذين تقدموا لقيادة العراق، من هم يؤمنون بأن إسرائيل شر مطلق، وأن لا فرصة على الإطلاق؛ لأي شكل من أشكال الإتصال والتفاهم معها.
بشكل لا لبس فيه؛ تكشفت أوراق تنظيم القاعدة كصناعة أمريكية، ولاحقا أوراق تنظيم داعش الإرهابي، كوليد لقيط للدعم الصهيوأمريكي العربي، والهدف كان وما يزال؛ بناء منظومة حكم عراقية؛ تقبل بالكيان الصهيوني كحقيقة واقعة، وأن تتعاطى معه بشكل طبيعي، والمساهمة في إمحاء سجله الإجرامي، من ذاكرة العراقيين والعرب والفلسطينيين والمسلمين جميعا.
في عراق ما بعد صدام حسين؛ كانت الزمرة الحاكمة في اقليم كردستان حصان طروادة، الذي تسلل بواسطته الإسرائيليين الى العراق، وشيئا فشيئا وجد هذا الحصان له من يعتني به، وتشكلت مجموعة من الساسة العراقيين، الذين أقاموا علاقات خجولة أولا مع الإسرائيليين، ما لبثت أن تحولت الى العلنية، وتتذكرون زيارة السياسي مثال الآلوسي الى أسرائيل، التي لم تجابه بحزم كاف، وعوملت لاحقا كأمر شخصي!
في الذاكرة القريبة أيضا، الدبلوماسي العراقي السابق حمد الشريفي، الذي شغل منصب المبعوث العراقي؛ لدى الكويت والأردن، للفترة الممتدة بين عامي 2005 و2006، ذهب في نيسان2016 الى أسرائيل، وهناك قال أنه يأمل بأن يكون أول سفير عراقي لإسرائيل!
الإختراق الإسرائيلي للعراق؛ يجري على قدم وساق، وثمة نشاط إعلامي كبير؛ أنخرطت به مؤسسات إعلامية مهمة، تدعي المدنية والعلمانية في طليعتها مؤسسة المدى، التي يديرها السياسي والإعلامي فخري كريم، وهو قريب جدا الى القيادة الكردستانية.
تصريح وزير خارجيتنا الجديد السيد محمدالحكيم، بأن العراق يقبل بحل الدولتين للقضية الفلسطينية، يأتي أيضا في إطار تلقيم قبول إسرائيل عراقيا.
يأتي في هذا السياق الإعلان الإسرائيلي الأخير، من خلال صفحة "إسرائيل بالعربية" على موقع تويتر، والتابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عن زيارة ثلاثة وفودٍ عراقيّة؛ خلال العام الماضي الى فلسطين المحتلة، وضمّت شخصياتٍ سنية وشيعية لها تأثيرٌ في العراق، كما قالت صحيفة جيوزاليم بوست الصهيونية، وزارت متحف (ياد فاشيم) الخاص بما يسمى بمحرقة اليهود، واجتمعت بأكاديميين ومسؤولين إسرائيليين.
كلام قبل السلام: المطلوب عراقيا وعلى أعلى المستويات، تحقيق شفاف ومعمق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقّتها، والكشف عن اسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة، ولا سيما من قيل أنهم اعضاء مجلس النواب، ليقول بعد ذلك شعبنا كلمته فيهم!
سلام..
https://telegram.me/buratha