قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
هارون نائب عريف سائق من آهل الناصرية..هارون شاب حلو وطوله هيبة..
هارون عندما ينزل مجاز؛ يضع رتبة نقيب على كتفيه ويذهب الى أهله، وتتذكرون أنه أثناء الحرب؛ كان الضابط يجلس على المقعد الذي يقع مباشرة، خلف سائق الحافلة الكبيرة"المنشأة"، لكونه أكثر راحة من سواه من المقاعد.
في أحد الأيام نسي (النقيب) هارون نفسه، ولبس غطاء الرأس "البيريه"، مثلما يلبسها السواق بالجيش، وهي أن يضعوها في سمت الرأس بشكل منفوخ الى الأعلى ..
في أحد نقاط التفتيش، صعد الى الحافلة أحد أفراد الأنضباط العسكري، بغية التفتيش عن المخالفات بالنسبة للعسكريين، فرأى هارون وقد أرتدى البيرية بالشكل الذي وصفناه، فقال لهارون؛ سيدي لا يصح أن تلبس البيرية بهذا الشكل، مثلما يلبسها السواق لا سيما وأنت نقيب.
إنتبه هارون وأصلح وعية بيريته، لكن الركاب غطوا في عاصفة من الضحك، بعد أن سمعوا "الرزالة الناشفة" لهارون ..وهنا أستشاط هارون غضبا، وبدأ بالصياح على عنصر الإنضباط العسكري، الذي كان رد فعله سريعا بأن أخذ من سائق الحافلة أوراق تسجيل السيارة وإجازة سوق السائق، ثم نادى على الضابط مسؤول نقطة التفتيش "السيطرة".
اسرع ضابط السيطرة بالصعود الى الحافلة ، وأنزل "نقيب" هارون بما يشبه القسر ولكن بأدب جم.
ترجل "نقيب" هارون من الحافلة، وهو يصيح على الضابط ويزبد ويرعد، ويتوعد بأنه سيفعل بأفراد السيطرة ما يفعل، وأنه سيعاقبهم جميعا..!
في هذه الأثناء، توقفت سيارة نوع سوبر صالون تويوتا، وهي من النوع الذي تم توزيعه على الضباط أثناء الحرب، وترجل منها ضابط برتبة عميد ركن، لفتت نظره الجلبة والشجار الحاصل في السيطرة، فسأل شنو الموضوع؟ فأجابه "ـنقيب" هارون؛ سيدي ذوله مايحترمون وشرح له القصة من أولها..فما كان من العميد الركن إلا أن وبخ ضابط السيطرة وأفرادها بطريقة حاسمة ولكن مؤدبة، وطلب من هارون جلب حقيبته ويركب معه في سيارته السوبر!
ركب هارون سيارة العميد الركن، وما إن سارت السيارة بضعة أمتار، بادر "نقيب" هارون موجها كلامه الى سيادة العميد الركن؛ سيدي العزيز؛ أريد أن أقول لك شيئا؛ ولكن أطلب منك أن تعطيني الأمان.
رد العميد الركن؛ قل ما بدا لك "إبني"، قال "نقيب" هارون؛ تره آنه نائب عريف مو نقيب.. ضحك "العميد الركن" وقال؛ أين المشكلة يعني آنه هم نائب ضابط وشاد عميد ركن!
كلام قبل السلام: رباط سالفتنه.. عدد كبير من الساسة، وجلهم يشغلون مواقع رسمية مهمة، وبعضهم تسلق سمت المسؤولية، وأحدهم يدير أحدى الهيئات المهمة بدرجة وزير، هؤلاء يعلنون أنهم يحملون شهادات عليا، دكتوراه وماجستير وبكلوريوس، وهي كلهه دك النجف صادرة من مريدي، مع احتراماتنا للشهادات الأصولية..!
سلام..
https://telegram.me/buratha