المقالات

سلالة رتيبة تعشق القهر ...

1884 2019-01-01

زيد الحسن 


احد مدراء الانشاءات ذهب الى موقع العمل ، شاهد ثلاث عمال يكسرون حجارة صلبة ، فسأل الاول ماذا تفعل ؟ فقال اكسر الحجارة كما طلب مني رئيسي ، ثم سأل الثاني نفس السؤال فقال ؛ اقص الحجارة باشكال جميلة ومتناسقة ، ثم سأل الثالث فقال ؛ الا ترى بنفسك ، انا ابني ناطحة سحاب .
خمسة عشر سنة فترة طويلة جداً صهرنا فيها وما زلنا مصرين على الانصهار ، عقد ونصف اكل زهرة اعمارنا وتركنا كهول تصرخ وتخاطب الجدران .
ترى لم هذا القبول منا على ما اصابنا خلال هذه الفترة ؟ هل استطعمنا حياة العبودية والذل ؟ ام ان طموحاتنا شاخت وما عاد عكاز الامل يحملها !
الليلة الماضية اثبتت ان الناس تعشق الحياة بدليل توهجهم قبل توهج اشجار عيد الميلاد ، احتفالية ليلة امس لم تكن تضامنية مع الاخوة المسيح ابداً فهذا كلام مثالي لا يمت الى الحقيقة بصلة ، لقد كان الاحتفال نوع من انواع الرفض للقهر داخل قلوب الناس ، ومحاولة لزرع البسمة على عيون الاطفال .
انقضى العام ٢٠١٨ وبدأ العام الجديد فهل سيتغير شيء من قطعنا لحجارة الفساد المستعصية التي لا تنفع معها الكلمات ولا الارشاد .
كل التشريعات البرلمانية التي اصدرها البرلمان يرفضها الشارع العراقي رفضاً قاطعاً ، ولطالما خرجت التظاهرات منددة بها وتطالب بالغائها ، لكنها نافذة المفعول وراسخة رسوخ الصخر وثابتة ثبات الجبال ، والسبب في الاصرار عليها هو ارادة من جلب لنا هؤلاء المشرعون وليس ارادة الشعب ، فهم ذاك العامل الذي قال انا انفذ ما طلبه رئيسي ، وما شاء الله هم ينفذون على اكمل وجه وبدقة عالية .
السيد عادل عبد المهدي لديه الدراية الكاملة لما تريده المرجعية الرشيدة وبالطبع هي ارادة الشعب العراقي ، ويعلم ايضاً حجم المعاناة التي نالت كل مكونات الشعب ، ورغم هذا تصدى للموقف واعلن قدرته على تحمل المسؤولية امام الله اولاً وامام الشعب ثانياً ، و وضع اسس خطواته بثبات وبشموخ كبير واعلن ان الفشل لن يناله !
الشارع العراقي اليوم لم يعد يصدق الوعود ولا يثق حتى بمن كان صادق و واثق ، فلقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، وتجلت امام انظارنا الحقائق التي لو غفلنا عنها بعد اليوم لكنا سذج .
برلماننا هو ذاك العامل الاول الذي يعشق العبودية وتنفيذ الرغبات ، وحكومتنا العامل الثاني الذي يرى نفسه فنان ويريد النحت على اوجاعنا ، والشعب هو العامل الثالث الذي يرى في نفسه انه يستحق الشموخ والعز والرفاه .
برغم ان الثلاثة يؤدون نفس العمل الا ان الاول رأى نفسه عبداً ، والثاني رأى نفسه فناناً ، والثالث صاحب طموح وريادة ، والى الله المشتكى مما نحن فيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك