المقالات

حميد تقوي؛ سنستمر..!

3624 2018-12-30

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 

مرت أمس سنوية القائد الشهيد حميد تقوي، كنت قد هممت لأن أكتب شيئا؛ في سنوية الراحل الشهيد السعيد ابو مريم، حميد تقوي فر؛ هذا الشهيد العربي الأصيل، الإيراني الجنسية، الخميني التأسيس والتربية، الخامنائي المسار والمآل؛ العراقي القضية والشهادة..

قبل أن اشرع بالكتابة، ذهبت يدي لأمر ما الى بريدي، فوجدت فيه رسالتين من صديقين كاتبين، تحدثا فيهما عن ما كنت اريد كتابته..الغريب أنهما لم يطلبا نشر ما كتبا، وكأنهما كانا يعرفان اني سأنشرهما حتما، لأنهما كانتا اروع ما قرأته في ذكرى الشهيد!

وجدت من المناسب ان أنشر تلكما الرسالتين بنصيهما،

الأولى/

عندما يعصف الحب بقلب العاشق, يحمل جسده كاسرا الحدود, متجاوزا المعابر, ففي شريعة الحب لا يصح الانتظار ان كان المعشوق في خطر.

شيخ قد تجاوز الستين, بعد ان انهكته المسيرة المضنية, اراد ان يريح جسده المتعب فيما تبقى من ايامه, بعيدا في مزرعته وبين ذويه, ولكن من اعتاد مواجهة المخاطر لا يريحه برد النسمات, ولا تستقر نفسه الا ان تكون مكدودة في ذات الل... .

حميد تقوي ذلك المجاهد الذي ترك دنياه من اجل الفناء فيمن يحب, لم يكن العراق بلده ولكن مراقد من يعشق فيه, فكيف ينام قرير العين, وتلك الوحوش الكاسرة تريد ان تسوي قبورهم بالأرض.

لم يكن فريدا في التاريخ, فقوافل العشاق مليئة بأمثاله, فذلك الشاب البصري عندما استشعر الخطر على معشوقه, لم ينتظر تثاقل أهله وعشيرته, فقطع الفيافي من اجل ان يجود بنفسه, دارئا الخطر عن نفس الحسين ع.

لم يشترط لنفسه القيادة حتى نظن به حباً للجاه, فقد ارتضى ان يكون جنديا في الحشد الشعبي, فكان الإخلاص يلف مسيرته, حتى قاده الى ورود حوض الشهادة, فناله متوجاً مسيرته العطرة بحسن العاقبة, فالشهادة باب يفتحه الله لخاصة أولياءه, فكان ذلك الشهيد الكاسر للحدود, التي اصطنعتها يد المستعمر.

الثانية / الألم الحقيقي؛ هو خسارة رِجال لم يَعرفوا الألم، خطواتهم كانت تتقدم بنادقهم، يطوفون بينَ أثنين لا ثالثَ لهما، أنتصار الحق أو شهادة تاخذهم إلى رضاه تعالى.

تمر سنوات بعدها سنوات على رحيل المجاهد حميد تقوي، سنوات كان فيها مِن الحزن والأسى ما فيها، لكن كان فيها  النصر والتحرير الذي خطوه هو ورفاقه الشهداء بدماءهم..

مُنذ الحرب الإيرانية- الصدامية، والمجاهد تقوي يتنقلُ مِن ساترٍ إلى أخر، وهو المُحمل بمبادئ الثورة يبتغي الدفاع عنها، لما مثلته مِن أنعطافة حق ضد الباطل، في لبنان وفلسطين وسوريا؛ يَحرصُ القائد على أن يكون الأول بين المجاهدين، وهنا وهناك لهُ بصمة، وهنا وهناك يتذكر أعداءه روعَ ما حصدوه أثر بسالته.

يُعرف الشهيد (عليه رضوان ربه) بالحس الأستخبارتي، وكان الأكثر تميزاً بِه، وما وجودهُ في مُحيط سامراء الذي أدى إلى أستشهاده، إلا لتصديه للغزو الداعشي الكافر، فقد كان يقدم أستشاراته وخططه العسكرية، كونه خبيراً بالحركات التكفيرية.

"عقلٌ صدامي وجسدٌ تكفيري"، بهذا الوصف وصف الشهيد تقوي عصابات داعش، وهذا ما أثبتته الأيام فعلاً، فقد وجد فيهم ضعف العقيدة وخواء الفكر، وعرفهم منذ البداية بانهم ينفذون أجندات دولية طامعة.

قضاء بلد قرب سامراء المقدسة؛ كان مُفتاح السعد للمجاهد تقوي، خمسون عاماً من الجهاد ضد الباطل، واضعاً في ذهبيات التأريخ أسمه، ليُزف شهيداً إلى جنان أعدت للمؤمنين.

كلام قبل السلام: عام بعد عام تمر؛ ونحن نتذكر تقوي، نرثيه ونحتفي بالنصر، ونبشره بأننا سنستمر، إلى ما أردتَ أو ما نلت، سنستمر..

سلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك