قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
مرات ومرات إجتاحتني رغبة عارمة؛ بأن أفعل ما يفعله معظم الطلاب، عند أدائهم الأمتحانات حينما يواجهون ورقة أسئلة الأمتحان وقد أحتوت أسئلة صعبة، وضعها من يتعمد أن تكون الأسئلة محيرة أو من خارج المنهج المدرسي، أو غير قابلة للحل..فيعمد الطلبة الى تقديم دفاتر إجابات الأمتحان بيضاء فارغة، كرد فعل إحتجاجي يائس، تماما مثلما يفعل الناخبين الرافضين للعملية الأنتخابية لأسباب شتى، فيعمدون الى وضع أوراق الأقتراع بيضاء في صناديق الأقتراع..
في كل مرة أواجه فيها اسئلة صعبة يتعين علي الكتابة فيها، أتمنى أن يتاح لي في الجريدة التي أنشر فيها بوحي على شكل عمود صحفي، أن أبقي مساحة العمود بيضاء، إلا من عبارة واحدة فقط، عبارة تقول: أني خائب، والخائب لا يستطيع الكتابة عن الخيبة في عصر الخيبات..!
عرضت الفكرة على رئيس التحرير في واحدة من مرات نزقي، إلا أنه وبحكمة المسؤول إعتذر عن تنفيذ الفكرة ؛ متعللا بأسباب وجدها منطقية، فهو يقول أن المساحات التي توفرها الجريدة للكاتب، هي لغرض أن يكتب فيها شيئا كي يُقرا لا شيئا ممحيا، وأن هذه الفكرة تمثل أيضا تفريطا بمساحة مهمة، يمكن أن تنفع لا أن يتم تضييعها بطريقة فنطازية، وثالثا أن الجريدة ملك للقراء الذين يشترونها بثمن، ولا أحد في الدنيا يقبل أن يشتري صحيفة؛ تمارس معه هذا النوع من الترف الفكري..
لكن الفكرة بقيت ملتصقة بمكان ما في الجدار الداخلي لأحد أغلفة دماغي الثلاثة، (الغلاف الصلب ـ الأم القاسية) و(الغلاف السائل ـ الأم الحنون) والغلاف العنكبوتى ..
قبل عدة أيام إستطعت بما يمكن وصفه بأنه مهارة فائقة، فراوغت رئيس التحرير وغافلته ممررا عليه كتابة، حسب أن ورائها شيئا ما، لكني بالحقيقة حققت ما أبتغيه، وأحتججت على طريقة الطلاب والناخبين التي شرحتها في المقدمة، وقدمت لكم الآن موضوعا لا يحتوي على موضوع! وكأني كتبت على ورقة بيضاء، إلا من هذيان أعبر فيه عن صعوبة الأسئلة..!
كلام قبل السلام: الصغار يلعبون "مع" بعضهم البعض، الكبار يلعبون بعضهم "على" البعض...!
سلام..
https://telegram.me/buratha