المقالات

هريسة الزهراء..في كنيسة مريم العذراء...!!

2254 2018-12-25

أحمدلعيبي

 

ساقتنا قلوبنا صوب صوت ينادي يسوع المسيح من قبة تشبه قبة الجامع لكن فوقها صليب وليس هلال وفي الطريق قال لي الشيخ سامي عمران موسى/لقد زال الخط الذي وضعه النجاشي في حادثة لجوء المسلمين إلى الحبشة خصوصا بعد أن كسر وهب النصراني هذا الخط واكمله احفاده من بعده في الحشد المسيحي الذي دافع عن العراق والمقدسات..

في كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في قلب بغداد عاصمة المحبة والسلام وقفنا في قداس الصلاة وأعياد الميلاد المجيد..

كنت اسمع همس آذان في جرس الكنيسة..

 وكنت أرى صينية القاسم مع شمعة المسيح ..

واشم دخان خيام الطف مع دخان البخور الذي يملأ المكان..!!

مع بدأ الصلاة وقفنا وكان هناك اربعة نسوة مختلفة الأعمار قرأت كل واحدة منها أمنية للعراق والعراقيين وبعد كل قراءة تتعالى الأصوات بالفرح والسرور..

كان الأب يقول في كلمته نحن متجذرون في الارض هنا منذ اكثر من ألفي عام اخوة متحابين لايمكن لإرهاب أعمى ان يبعدنا عن ارضنا ومقدساتنا والمسلمون اخوتنا ونحن جزء من هذا البلد..

الطريف في قداس الصلاة والشعائر أنها تشبه إلى حد كبير قسمآ من شعارئنا فالبخور والشموع والتبرعات من المصلين في القداس كانت حاضرة وكان في اقصى دكة المذبح كتاب موضوع على منصة يتناوب على قراءته مجموعة من الشبان يشبه إلى حد كبير مفاتيح الجنان الذي عندنا فهم بعد كل قراءة في الانجيل والصلاة يقرأون قسمآ منه وتنتهي كل فقرة منه بالتهليل والتكبير والتوحيد..

ودكة المذبح مثل محراب الصلاة لايسمح لأحد الوقوف عليها او المرور منها باستثناء الأب الذي يقوم بالصلاة وفي نهاية الصلاة يضع الأب ومساعده شيئآ للأكل بفم كل المصلين ويتم توزيع الهدايا للصغار فقط على دكة المذبح..

كانت وجوه المسيحين مستبشرة ونحن بينهم ترحب بنا عيونهم وقلوبهم واياديهم وكانت اناشيد الحب والسلام تتعالى باصواتهم واكفهم المرفوعة ..

وفي نهاية القداس دخلنا قاعة كبيرة لتناول طعام الميلاد كما اسماه الأب وجاءت قدور متوسطة الحجم محمولة بقطع قماش لأنها كانت ساخنه ووضعت على منضدة طويلة وقادني الفضول ان اعرف ماذا يحمل طعام ليلة الميلاد المجيد الذي يتناوله اخوتنا المسيح للبركة. 

وبعد طابور متوسط وصل لي الدور لأرى ما هو طعام ليلة الميلاد المجيد وفي إناء صغير وضع الطعام ساخنآ وكان هريسة(كوبي بيست )من هريسة الزهراء التي نطبخها في محرم وبعض مناسباتنا الدينية ولأول وهلة دمعت عيني وانا اقول مع نفسي (أترى هل واست العذراء مريم سيدتنا الزهراء بهذا الطعام قبل ان يستشهد ؟؟او هل هنأت الزهراء مريم بولادة المسيح عليه السلام بذلك الطعام ؟..) تناولت الهريسه التي كانت ينقصها الملح قليلا وانا ابتسم مع نفسي وتدمع عيني فأحبسها بابتسامة اخرى مصطنعه..

غادرنا الكنيسة وصوت جرسها يعلو في سماء بغداد الحبيبة وفي نهاية الشارع كان هناك شخص يحمل ترمزآ للشاي ويوزع بأكواب بلاستيكة للمارة في الشارع مجانآ فمازحته قائلا(هل توزع شاي ابو علي بميلاد السيد المسيح )فضحكنا معآ..ضحكة وطن...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك