حال السياسيين الغفلة العراقيين مع هذا البلد، يشبه تماماً كملك ابيه » يتصرّف فيها كما يشاء وكما يحلو له بلا رقيب ولا حسيب. كيف لا وهي ملكٌ من أملاكه الخاصة، ورثها عن آبائه، ويعمل بدوره جاهداً على توريثها لأولاده من بعده، وهلم جرا. هل في هذا التشبيه افتئات على الواقع الذي نحيا فيه منذ عقود طويلة؟ هل من وصف أحسن من تلك العبارة، يمكنه أن يُلخّص بضربة واحدة أوضاعنا الماضية والحاضرة والمستقبلية كذلك، على كافة الصُعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ من منّا يشعر حقاً بأنّه يعيش في بلد تحكمه دولة حقيقية ويخضع إلى نظام واضح وقانون فعلي؟ أين شركات استطلاعات الرأي؟ لماذا تغيب عن طرح هذه الأسئلة المصيرية على الناس في الوقت التي تتكاثر فيه كالذباب قبيل الانتخابات، وهي تعلم جيداً أن لا شيء جديداً يعني مصالح المواطنين سوف ينتج عنها.
من منّا يثق بأنّ الأيام المقبلة ستحمل إليه ولو بعضاً من أمنياته القليلة، بدل أن يخشى من قدومها وأن يستعيذ من شرورها؟ أين وعود الانتخابات الساخنة؟؟ وأين شعارات الاصلاح العتيد ومعاركه الهوليودية، في مهرجانات الهواء الطلق وعلى المنابر وشاشات التلفاز المعلّبة؟ أين الحكومة الموعودة التي ستقتلع بقدرة قادر الفساد من جذوره، والتي ستأخذ بيد العراقية المُحبَط إلى الأمن والأمان والرخاء، كي تُعيد له ثقته بوطنه، وتجعله يفكّر ألف مرة قبل أن يحزم حقائب الهجرة؟
هل أصبحنا خارج خريطة الدول بالمعنى الحقيقي للكلمة، وتحولنا إلى « ملك خاص لهم » يتحكّم بها أفراد قليلون، فيما باقي الناس ليسوا سوى مجرد خدم فيها؟! نخشى أن تكون هذه هي الحقيقة الأكثر سطوعاً وسط هذا الظلام العراق الكثيف!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha