علي الطويل
من الظواهر الخاطئة التي تؤكد رسوخ الانانية، اوحب الانا ،والتي طفحت بشكل كبير في العمل السياسي العراقي ، وهي ظاهرة تضخم الحزبية التي اضحت من الامراض المستعصية التي يعاني منها المواطن قبل الوطن. فجميع التيارات والاحزاب السياسية العراقية ترفع شعار خدمة المواطن وعزة الوطن ، ولكن في الحقيقة هذا الشعار يتلاشى عند البعض عند اول اختبار ، كما انه يضعف عند اخرين ، وكانت تجربة تشكيل الحكومة العراقية الحالية اقرب مثل لما يحدث في الساحة السياسية من تحزب على حساب كرامة المواطن وعلى حساب الوطن ، فقد صار الصراع على المغانم السمة الاساسية لكثير من التكتلات السياسية العراقية ، حتى دب شعور لدى هؤلاء ان الحزب بدون موقع حكومي يعني الفناء ، ويرجع ذلك الى افتقار هذه الاحزاب لمنهج او خطة واضحة للعمل السياسي ، ووجودها واستمرارها مقترن بما تحصل عليه من امتيازات حكومية ومغانم تديم بها وجودها في الساحة الجماهيرية . وقد جرت هذه الاحزاب المواطن العراقي في صراعها وتكتلها وتمحورها ليكون الاداة في هذا الصراع ، ففي كل احتقان سياسي نجد انعكاس ذلك على الوضع المجتمعي وحياة المواطن ، فتجيشه في صراعاتها مع الاخرين مستغلة غياب الوعي السياسي والثقافي والانحياز العاطفي لدى طبقة واسعة من المجتمع العراقي ، وغياب الوعي هذا ساهمت فيه هذه الاحزاب كذلك لديمومة حركتها الاعلامية والسياسية التي ترسمها للمراحل اللاحقة، ويعد هذا الاسلوب من اخطر الاساليب التي سوف تكون نتائجها مدمرة على مسير العمل السياسي في العراق الان وفي المستقبل ، وذلك لانها تجعل الحزب ورئيس الحزب بديلا على الوطن ، وقد شخصت المرجعية الدينية في خطبتها الاخيرة ، وكعادتها دائما في مقام الناصح الامين على مصالح الشعب ،شخصت هذه الظاهرة ونهت عنها لانها تشعر ان الاحساس بالوطنية سوف ينعدم باستمرار هذه الظاهرة. ولعل هذا التشخيص جاء بعد ظهور بوادر متعددة منها استخدام اجهزة الدولة وومتلكاتها في الترويج الحزبي والتوجيه والتثقيف الى جهة معينة على حساب وقت العمل وخدمة المواطن .
فهل يعي هؤلاء السياسيون خطورة مايقومون به والاسترشاد برأي المرجعية للوصول الى ضفة الامان والانحياز للوطن قبل الانحياز للذات؟
https://telegram.me/buratha