المقالات

ثقافة "المشتمع"..!

1440 2018-12-23

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قبل يومين أتصل بي على الخاص في التليكرام أحد"هم"، والحقيقة أن أسمه لم يظهر عندي، فقط ظهر رقم هاتفه الجوال، وقال لي أنه يتسائل عن جدوى كتابة المقالات ونشرها..لاحقا عرفت من يكون، فقد وفر لي برنامج أليكتروني فرصة مجانية للتعرف على أسمه،وكان شخصا من المنخرطين بالحقل السياسي، فهو عضو في الهيئة العامة لقوة سياسية معروفة!

حاولت أن أفهمه بأن كتابة المقال فن أدبي رفيع، الغاية منه أن يستطيع المرء ترتيب أفكاره بشكل منتظم، ويقدمها الى المتلقي في طبق مستساغ مع التوابل، حاولت أيضا إفهامه أن الأفكارالمبنية بناءا سليما، هي تلك التي أستطاع حاملها أن ينسقها بشكل جيد، ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا كانت مكتوبة، وقلت له أن ما مكتوب يبقى في ذهن المتلقي؛ حيا متفاعلا أمدا طويلا، وأنه لولا الكتابة لضاع تراث البشرية ولم يصلنا منه شيء.

 أجهدت نفسي معه كثيرا، لكن كان من الواضح، أن الرجل لا يمتلك سوى الثقافة الشفاهية، وأن مصدر ثقافته الحالي، هو جهاز هاتفه الجوال فقط، وأن جل معارفه الدينية؛ قد أستقاها من سماعه عددا من محاظرات الشيخ الفلاني، وتأكدت من ذلك بعد أن أعترف لي؛ بأنه لايمتلك كتابا واحدا، لأنه ليس بحاجة الى الكتاب في عصر الفيسبوك، كان ذلك إجابة على تساؤلي عن مصدر معارفه السياسية!

الكارثة أن صاحبنا، متخرج من كلية من الكليات الأهلية كما قال لي! وكان واضحا من كثرة الأخطاء الأملائية في مداخلته أنه شبه أمي، حيث يكتب (لآكن) وهو يقصد (لكن) وحيث يكتب (قريبتن) وهو يريد القول (قريبةً) وحيث يقول (الهم) وهو يريد(أللهم) وحيث كتب(نحنو) وهو يبغي (نحنُ)، وحيث كتب (المشتمع) وهو يريد (المجتمع)..

تيقنت أني لن أستطيع إنهاء الحديث معه لصالح الحقيقة، لأن الرجل كان يحمل فكرة يؤمن بها إيمانا قطعيا، بأن لا جدوى من الكتابة، وحينما عددت له أسماء كتاب كبار؛ وفلاسفة ومصلحين عراقيين وعرب وعالميين، وأشرت الى دورهم في إغناء الحضارة العالمية والأسلامية، قال لي بأن هؤلاء لا يقرأ لهم أحد، وأن كتبهم حبيسة المكتبات..!

سألته هل تعرف علي شريعتي؟ أجابني "شيبيع هذا"..! وهل قرأت لمحمد باقر الصدر؟! قال أي نعم قرأت له كل كتبه!.قلت له وما هو أفضل كتاب قرأته له، قال لا أتذكر!..وواضح أنه كان في مأزق فأضطر الى إدعاء عدم التذكر!

بكل ما متوفر لدي من إمكانات معرفية، حاولت أن أدفعه الى التفاعل الإيجابي، مع حقيقة أن الثقافة والعلوم والآداب؛ والمعارف العالمية هي تلك المدونة فقط، وأن الثقافات الشفاهية؛ تنتهي بإنقضاء زمن سماعها، أو بعده بقليل..لكن الرجل كان "قافلا"، وأنه معاد بشكل سافر لأي ثقافة مكتوبة!

كلام قبل السلام: في ختام محادثتنا وهي محفوظة لدي، سألني ما الفائدة من كتاباتك، ومن يقرأها أو يستمع لها؟!..أجبته بسرعة: هي موجهة للبشر فقط..!

سلام..

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك