تعود الشارع العراقي على سماع جلبة كبيرة ومؤتمرات صحفية لمن يتسنم زمام منصب ، وخصوصاً أذا كان المنصب رفيع المستوى ويدر المليارات على من يعتليه ، فما بالنا بمنصب رئيس الوزراء والذي يفترض به الصراخ عالياً ليعلن عن برنامجه السياسي .
السيد عادل عبد المهدي سياسي بارز ومعروف لدى الجميع ، ولا اعتقد أنه قد يغفل عن حجم المؤامرات التي تحاك ضده ، ولا عن الكم الهائل من الاعداء المتربصين له ، او حتى المتربصين للعملية السياسية برمتها ، من اجل افشالها ، ناهيك عن ان هذه المرحلة مرحلة التمحيص ومحاربة الفساد ، والعملية السياسية ذات طابع فاسد لا ينكره الساسة انفسهم .
وصف بعض الساسة الشارع العراقي بأنه كثير التذمر وغير صبور ، ومنهم من وصف الشعب العراقي بأنه كافر بالنعمة التي وهبها الله له ، الا وهي نعمة الديمقراطية ونعمة الحريات الشخصية ، لا ايها السياسي لسنا متذمرين ابداً لكن اخطائكم واخفاقاتكم لايقع فيها صبي حديث الدراية وقليل الفهم ، ولم نكفر بنعمة الديمقراطية فما زلنا نعقد الامل فيكم ، ونقول عسى ان يلهمهم الله البصيرة ويرتوا من آفة الطمع ، والدليل اننا تركناكم تتنعموا باموال الشعب ولم ننصب لكم بعد شواهد القبور .
النسبة التي يؤمن الشارع بالسيد عادل نسبة كبيرة جداً ، واسباب الايمان بهذا الرجل أنه واضح واعلن بكل دقة انه لها ، وانه قادر على النهوض بمستوى يليق باسم العراق ، رغم علمه بعدد الجراحات العميقة في جسد العراق ، وعلمه بالانصال التي ستغرز في ظهره من بعض رفاق السياسة .
تصريح واحد غير مسؤول لسياسي يسبب ارباك كبير وهدم لطموحاتنا ، واصبحت هذه التصريحات الهدامة كثيرة وذات طابع عدواني وليست تلميحات ، وعلى الرغم من رؤية الشارع للتلاعب بمصيره فهو ساكت ويرتقب ، والمسؤول يجعجع ويخرج لنا خبثه ، وهذا من هوان الدنيا علينا .
بعد كل مايحصل نحن نصرخ ونقول من حقنا التذمر ومن حقنا الصراخ محتجين لاننا نلمس ان كل شيء ينهار امام اعيننا ، انهار التعليم والصحة وكل مستويات المعيشة ، اصبحنا جثث بلا ارواح ، وما زلنا متمسكين بتلك البسمة التي اطلقها رئيس الوزراء وهو يقول انه سيحارب الفساد والمفسدين ، والرجل يسير فعلا نحوا هذه الغاية .
اليوم صراخنا ليس احتجاج ولا تذمر بل لنسمع ابطال السياسة مطالبنا ولنشد لهم العزم على العمل ، ولنحفزهم على ركل السنوات العجاف ، ونريد ان نسمع السيد عادل عبد المهدي وهو يزف لنا بشائر الخير ، فلتخرج لنا من بين شفاهك هذه القرارات الصعبة التي عزمت على تنفيذها معلناً لنا أنك فعلتها ، فلقد طال صمتك سيدي
https://telegram.me/buratha