قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
تقول الباحثة والكاتبة السعودية المقيمة في لندن، مضاوي الرشيد 'السعودية تستخدم فائض ميزانيتها لإسكات الثورات أو تشكيل نتائجها'.
المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل يقول 'المملكة قلقة جدا من الموجة الثورية. إنها لا تريد أن تصل الموجة الى شواطئ الخليج'
هذه آراء لكتاب من داخل الأفق السعودين وهي آراء تكشف عن أن مملكة آل سعود، توظف الثروة توظيفا شريرا وتستخدم نفوذها السياسي، وثروتها الهائلة، لاستقطاب الحلفاء بالمنطقة، الى جبهة موحدة، لمواجهة ما تعتبره تهديدا من إيران، وفي بصرها حالة الغضب الشعبي التي أجتاحت المنطقة العربية، ضد الزعماء الشموليين.
الحكام السعوديين ومنذ عام 1990، حينما صفعتهم اليد التي كانوا يضربون بها إيران، وأحتلت الكويت، كانوا في حيص بيص لا يعرفون ما هم صانعين، وتفاقم ذلهم وتدهور حالهم، بعد أن سلموا مفاتيح أدراج ملابسهم الداخلية الى الأمريكان، الذين لم يسمحوا لهم أن يستروا عوراتهم، ومنذ ذلك الوقت، الى أن حصل التغيير المزلزل عام 2003 في المنطقة، بات عليهم أن يحصلوا على أذن من حملة المفاتيح، حينما "ينووون" قضاء ليلة مع زوجاتهم..
أزدادت وتائر هذا النهج تصاعدا، حينما "أكتشف" الحكام السعوديين العجائز، أن الفياجرا لم تعد تنفع، وأن خاصرتيهم تعانيان من آلام مبرحة، نتيجة تكون حصى الثورة في البحرين، و إنتصار الحوثيين الشيعة في اليمن، حيث كانت تعتبره الفناء الخلفي لمملكة آل سعود..
ولأنهم من "نوع" شرير لا يمكن أن يعيش بلا عدو، كما تقول الدكتورة الرشيد، فقد أختاروا عدوا بمواصفتين!
الأولى عقائدية، حيث يتعين أن يكون هذا العدو، مختلف عقائديا معهم، كي يسوقوا العداوة على شعبهم ويتقبلها ويتفاعل معها، لذلك فإن عدوهم الجاهز هم الشيعة، لا سيما وأن تاريخا من التنظير الوهابي، والهجمات العدوانية لأوباش الوهابيين، على تخوم المدن الشيعية في العراق جاهز للإستثارة
في المواصفة الثانية قوميا، أن يكون العدو "مختلف" قوميا عنهم، ولذلك ليس أقرب إليهم من إيران، لكي يتخذوه عدوا..وكانت المصادفة التي أتمت منظومة العداء، التي يريدها آل سعود، أن الأيرانيين شيعة، وأن الشيعة موجودين حيثما ييمم آل سعود وجوهم، شرقا وشمالا وجنوبا، شرقا في المنطقة الشرقية من مملكتهم في الأحساء والقطيف، وابعد قليلا في البحرين، التي ألبسوا "شيخها" "تاج" الملكية، كي ينفخوا فيه من روحهم، وشمالا في العراق والكويت، وجنوبا في اليمن!
معنى هذا أن الأعداء العقائديين والقوميين لآل سعود يأكلون في إناء واحد!
الرياح لم تجر بما تشتهي سفينة آل سعود، فلعل من سوء طالعهم أو ضعف تخطيهم، أن وضعا جديدا نشأ في العراق، بعد أن تم قطع يد صدام التي كانوا
" يهاوشون" بها..وملك البحرين في رفساته الأخيرة، والحوثيين الشيعة في اليمن يصنعون اليوم وطن بمواصفات جديدة، والكويت سلكت طريق الديمقراطية بنباهة حتى لا تقع في مأزق الحكم..
كلام قبل السلام: العقل السعودي الشرير بات محاصرا بالعدو الذي أصطنعه!
سلام...
https://telegram.me/buratha